الصفحة الرئيسيةمقالات ودراسات
تدوين تاريخنا الوطني العربي
لماذا تفتقر مكتباتنا لتاريخ مناضلينا البواسل في حين تمتلئ بكتب تمجد الزعماء والحكام
الأربعاء ٣١ أيار (مايو) ٢٠٠٦
بقلم عادل سالم

الولايات المتحدة خاضت منذ استقلالها حروبا كثيرة كانت معظمها حروبا هجومية وليست دفاعية، حاولت خلالها فرض سياستها الدولية بما يؤمن مصالحها الاقتصادية. وقد شارك في هذه الحروب إضافة للجيش الأمريكي ملايين المتطوعين الذين آمنوا أنهم يدافعون عن مصالح بلادهم، بعضهم توفي وكثيرون تشوهوا أو أصيبوا بعاهات دائمة أقعدتهم عن العمل فيما بعد .

المسؤولون الامريكيون قرروا في العام 2003 تدوين تاريخ المتطوعين الأمريكيين باعتبار أن حروب الولايات المتحدة الرسمية مدونة أصلا بآلاف الكتب والملفات والصور والأفلام الوثائقية .

وقد صدر منذ فترة قرار عن الكونغرس الأمريكي بتدوين تاريخ المتطوعين الأمريكيين حيث تم إنشاء مكتب خاص لذلك في مكتبة الكونغرس الأمريكي وأعدت للغرض نفسه خطوط للهاتف وموظفون ومؤلفون وبريد ألكتروني وصفحة على الانترنت .

تذكرت وانا اقرأ هذه الأخبار ألاف الأسرى الفلسطينيين الأحياء الذين لا يسأل عنهم إلا اهاليهم وبعض أصدقائهم، تذكرت الأسرى المصريين الذين قتلتهم إسرائيل في حروبها مع العرب والذين لم يصدر حتى اليوم كتاب واحد تفصيلي يفيهم حقهم، تدكرت شهداءنا الذين لا يتذكرهم إلا بعضنا في المناسبات الوطنية.

صحيح أننا لسنا بقوة ولا نفوذ الولايات المتحدة لكننا قادرون مهما كانت الظروف أن ندون تاريخ شهدائنا ومعتقلينا وجرحانا، أي باختصار مناضلينا الذين ضحوا نيابة عنا .

قادرون ان ندون تاريخ متطوعينا العرب في حروبنا الوطنية من أجل الاستقلال الوطني، قادرون أن نكرم مقاتلينا لا تركهم على قارعة الطريق يبحثون عن لجوء سياسي في بلاد الغربة أو أمير يتكرم عليهم، ناسين ما قدموه لنا ولأجيالنا القادمة .

هل سجل العرب تاريخ المقاومين في جنوب لبنان؟ هل سجلوا بأرشيفهم الرسمي معركة الدفاع عن بيروت؟

هل يمكن لأي واحد منكم أن يجيبني كيف يمكن للعرب أن يكرموا مناضليهم وهم يطاردونهم في كل مكان يضيقون عليهم عيشتهم دافعينهم للهجرة الأبدية .

كيف يكرم مناضلو فلسطين ولبنان وهم ممنوعون من دخول الدول العربية الشقيقة إلا للعلاج أو الدفن. هذا الزمن هو زمن رديء ليس للمناضلين فيه من مكان إقامة وما حصل للعراق الشقيق يؤكد مدى الانحطاط الذي وصلنا إليه، وإذا لم تتعلم الأجيال القادمة كيف تتجاوز قصورنا وأخطاءنا بل وجرائمنا ضدها فلن تحصد إلا ما حصدناه من مرارات الهزيمة .فيا أيتها الاجيال القادمة لا تسمعوا لآبائكم ولا لأمهاتكم ، بل خذوا قراراتكم بأنفسكم واصنعوا للعرب تاريخا مشرقا يليق بكم .

ملاحظة :

يجدر بي أن أسجل تقديري لكل الكتاب الذين أمضوا سنوات طويلة من البحث والتدقيق لتدوين تاريخنا الوطني بكل أمانة وتوثيقه للأجيال القادمة كما فعل البروفيسور وليد الخالدي والعزيزة بيان نويهض الحوت في كتابها الذي يوثق مجازر صبرا وشاتيلا وينقل شهادات الناجين منه والذي أمضت حوالي عشرين عاما وهي تعمل على إعداده وكل من سار على دربهما.


تعقيبك على الموضوع
في هذا القسم أيضاً