الصفحة الرئيسيةقصص وسرد
الزوج البارد
الأربعاء ١٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم عادل سالم

لم تصدق رندة أن زوجها أصبح باردا جنسيا بهذا السن المبكر، فهو لم يصل الأربعين بعد. لهذا بدأت تزورها الهواجس، ولم يكن صعبا عليها أن تصل إلى النتيجة التي تصل إليها كل امرأة يبدأ زوجها، بهجرها في الفراش لأسباب وذرائع، لا تصمد أمام الواقع.
فمرة يأتي تعبا ويريد الخلود للراحة، ومرة أخرى يتذرع أنه قلق ومشغول في العمل، وعندما يأتي أسبوعها الشهري يحاول أن يثبت رجولته، ويتظاهر بأنه فوجئ بوضعها الطبيعي.

لم تستسلم رندة لأحابيل زوجها، وبدأت تراقب اتصالاته وبريده الألكتروني، لكنه كان ذكيا على ما يبدو فأحاط كل ذلك بكلمات سرية لا يعرفها غيره.
قالت له في أحد المرات:
  لماذا تحمل هاتفك الخلوي في كل مكان تذهب إليه في البيت حتى في الحمام؟
  عزيزتي هناك مكالمات كثيرة تأتي لي من تجار وأصحاب عمل وأفضل أن أرد عليها فورا.
  إذن لماذا تغلق الهاتف عندما تذهب للنوم؟
  حتى لا يزعجك رنين الهاتف بالليل.
  ألهذا السبب فقط؟
  طبعا ولم إذن؟
  هل لك أن تعطيني الهاتف لأتفرج عليه؟
  ألهذا تريدينه أم لتبحثي عن رسائل هاتفية؟
  أرأيت؟ ها أنت خائف!
  حسنا تفضلي تفرجي وأعيديه لي.

أخذت الهاتف الخلوي منه وبدأت تبحث عن الرسائل الصادرة والواردة، فلم تر شيئا، قالت في نفسها:
  غريب أين ذهبت الرسائل؟ فقد وصله قبل قليل رسالة سمعت صوتها.
  بماذا تفكرين؟ سألها
  ألم يأتك رسالة قبل قليل؟
  نعم
  أين هي؟ لم أرها.
  مسحتها يا عزيزتي.
ضحكت كمن يشعر بالنصر، ثم قالت؟
  آ ... آ ل لماذا مسحتها يا عزيزي ألا تحتفظ برسائلك في الأرشيف؟
  لا لا أفعل ذلك لأنها رسائل غير مهمة.
  يبدو أنها من صديق لك؟
  أو صديقة؟ أهذا ما تريدين الوصول إليه؟
  لا لم أقصد ذلك، أنت الذي قلتها.
  أعطني الهاتف، فقد تفرجت عليه ما فيه الكفاية وكفي عن وساوسك النسائية.

تركته وهي تضغط على شفتها السفلى بأسنانها، فلم يقنعها ذلك الحوار بشيء بل زاد من وساوسها. قررت أن لا تتركه ينعم بمتعه الجديدة، فإما هي أو العشيقة الجديدة.

فجأة استيقظت صباحا على صوته في الغرفة المجاورة يتحدث مع امرأة أمريكية، ويتواعد معها، اللقاء في مطعم الباراجون، الواقع في شارع ال 95 في جنوب شيكاغو.
وبعد أن غادر البيت إلى العمل ذهبت واستأجرت سيارة أجرة، كي لا يلاحظ سيارتها، وكمنت له في المطعم المذكور، وفعلا شاهدته يلتقي بها، تناولا طعام الغذاء معا، وتبادلا أطراف الحديث وكان بين الفينة والأخرى يضحك معها، ويمد يدها إلى يدها.
شاطت زوجته غضبا، كادت أن تهجم عليه لكنها استطاعت أن تضبط أعصابها، فغادرت المكان ثائرة، تنتظر لحظة عودته لتفتح معه تحقيقا لم يتوقعه في حياته.

ما إن دخل زوجها البيت بعد عودته من العمل حتى بادرته:
  هل كان اللقاء ممتعا؟
  أي لقاء؟
  مع العشيقة.
فهم قصدها، ضحك ثم قال:
  ألا تكفي عن وساوسك؟
  لماذا تهرب من الإجابة؟
  رندة، أرجو أن لا تذهبي بعيدا، ابحثي عن الحل في بيتك هنا.
  دعني من ألغازك، فقد حيرتني، من هذه العشيقة الأمريكية؟ لا تنكر فقد رأيتكما بعيني في مطعم البراغون.
قهقه طويلا ثم بدأ يغني أغنية لا تكذبي:
  إني رأيتكما، إني سمعتكما، عيناك في عينيه ...
قاطعته غاضبة، ألك مزاج للغناء بعد خيانتك؟
  أتتجسسين علي؟
  أتخونني؟
  يبدو أن عينيك قد خانتك يا رندة.
  رأيتك بعيني هاتين اللتين .... (قاطعها)
  لا تكملي، عزيزتي هذه مندوبة بنك أوف أمريكا جاءت لتراجع معي طلب القرض الذي تقدمت به شركتنا للمشروع الجديد الذي سنقيمه...
  طبعا ماذا ستقول؟
  يا رندة، لا تجعلي الغيرة تضع غشاء على عينيك.
  هذه ليست وساوس إنها حقائق ... هل نسيت
  أنسى ماذا؟
  أن .. ك لا تقوم ... بواجبك
  لا تكملي أعرف
  وكيف تفسر ذلك، أنا زوجتك وأعرفك.
  حاولت يا حبيبتي أن أوضح لك أكثر من مرة، لكنك لم تفهمي علي وتعاملت مع الموضوع بإهمال، هل تذكرين؟
  أي موضوع؟
  لا أريد أن أحرجك.
  يبدو أنك تحاول الهروب من جريمتك.
  الجريمة الكبرى لا تظهر للعين في معظم الحالات، بل يدركها الناس ببصيرتهم.
  قل ما عندك، فقد تعبت من فذلكاتك الكلامية.
  حبيبتي، ثمة رائحة كريهة تخرج من ....، (صمت قليلا ثم سألها)، هل أكمل؟
  اكمل لأرى أكاذيبك.
  رائحة كريهة تتسلل إلى أنفي من تحت إبطيك، وتقتل في كل رغبة، أعرف أنك ذهبت إلى الطبيب لكنك لم تتابعي الموضوع.
  هل تريد أن تقول لي ...
  نعم
  أنت تختبئ خلف قصة قديمة.
  لا ليست قديمة فلا زالت قائمة، هل تحبين أن أثبت لك ذلك؟
  لا أريد أن أسمع، هذه مبررات .... هكذا أنتم الرجال عندما تضبطون تبحثون عن ألف مبرر.
  صدقيني أنت رهينة وساوسك ...العلاقة بين الشريكين يجب أن تكون في وضع نفسي مريح، وهي ليست علاقة ميكانيكية، كالآلة.

فجأة رن جرس هاتفه النقال
قالت له دعني أسمع من المتكلم
حسنا، ضغط على زر السماعة وفتح الخط
  ألو مرحبا
  أهلا زياد ، (كانت سوزي مندوبة البنك).
  هل هناك نقص في الأوراق المقدمة؟
  لا كل شيء على ما يرام يا زياد، أحببت أن أبشرك أن البنك وافق مبدئيا على المشروع، يمكنك البدء في التعاقد مع شركة البناء لتقديم بقية الأوراق ...
  هذا خبر جيد تستحقين عليه وجبة عشاء فاخرة..... لكن ... هذه المرة ليس في مطعم الباراجون بل في مكان آخر ومع زوجتي رندة التي أحب أن أعرفك عليها.
  سأكون سعيدة جدا، وسأحاول أن أدعو زوجي معنا بعد أن نرسل الولد عند جدته. إلى اللقاء.

نظرت إليه رندة، لم تعرف ماذا تقول، قطبت حاجبيها، تركته ودخلت إلى غرفتها تبكي. لحق بها على الفور حتى لا يتركها وحدها في تلك اللحظة العصيبة، فأكثر ما يقلق المرأة شعورها أنها لم تعد مثيرة للطرف الآخر.


تعقيبك على الموضوع
مشاركة منتدى:
الخوف
الثلاثاء ٦ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بقلم سمراء

اانا فتاة ابلغ من العمر ٢٠ سنة لي حبيب احبه ويحبني لكن المشكلة تكمن في كون انني داءمة الخوف من الخيانة او الدخول في المعاصي من جهة ومن جهة اخرى فانا اخشى ان يهجرني ويتركني لهدا فانا اقوم بكل ما يطلبه مني وشكرا لكم.



الخوف

الرد على هذه المشاركة

    الخوف
    السبت ٢٢ آب (أغسطس) ٢٠٠٩
    بقلم يوسف رياض الشريف

    هذه مشكلة كثير من الفتيات، وهذا خطأ فادح
    نصيبك راح يصيبك حتى لورحتي عمان


    الرد على هذه المشاركة

الزوج البارد
الجمعة ٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦
بقلم يوسف بن رياض الشريف

قصة من الواقع جميلة جدا، المشكلة ان بعض النساء وبعض الرجال لا يعون ان العلاقة الجنسية هي في الأساس علاقة نفسية




الرد على هذه المشاركة

الزوج البارد
الأحد ١٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم احمد طالبي

الا شك ان العلاقة الزوجية ثم العلاقة بين الرجل والمراة ثم العلاقات الانسانية بشكل عام وبمختلف اشكالها تحظى بالاولوية لدى كل كاتب جاد و اديب.. والاستاد عادل يجيد تصوير مثل هده العلاقات بحيث يعطينا مشاهد جد واقعية وياخدنا الى داخل المكان الدي تجري فيه احداث القصة ويجعلنا نتخيل الجزئيات المدكورة واحيانا غير المدكورة من احداث و شخصيات وديكور .... وشكرا




الرد على هذه المشاركة

    الزوج البارد
    السبت ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١

    انا بالنسبة الي الحق عليه هو لو كان يعطيها معلومات عن حالو ما كان الشك دخل البيت وكل امراة بتشك في زوجها بكون قبلو علامات استفهام وهو مو مريحها باجوبة وشكرا الكم


    الرد على هذه المشاركة

في هذا القسم أيضاً