هنا لعبنا وهذا الحي يشهد لي
في ١٤ تشرين ثاني ٢٠١٦ زرت وقريب لي (الحاج أبو عيد)، البلدة القديمة من القدس وتحديدا المنطقة التي تقع جنوب شرق البلدة القديمة حيث تحولت لمنطقة لا يقطنها إلا اليهود فقط حيث قام الاحتلال بتغيير معالمها، وهدم الكثير من بيوتها، والأهم تغيير سكانها، حتى أصبحنا مثل غريبين فيها لولا أن حجارة القدس تذكرتنا وعانقتنا وبكت لأننا ودعناها بعد ساعتين. أوحت لي هذه الزيارة القصيدة المرفقة أرجو أن تعجبكم وقد كتبت محاكاة لقصيدة أبو البقاء الرندي التي رثى فيها الأندلس بنونيته التي مطلعها:
لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
شوارع القدس تبكي من سيسمعها | وكل حاراتها جرحٌ وأحزانُ؟ | ||
أين الأحبةُ، والأجدادُ؟ هل رحلوا؟ | وأين أهلٌ، وأصحابٌ، وجيرانُ؟؟ | ||
يا حوشَ غزلانها [1] ماذا ستخبرنا؟ | وهل لديك أحاديثٌ، وأشجانُ؟ | ||
أين الذين بهذا الحي قد سكنوا؟ | وأين بيتٌ سكناه، وخلانُ؟ | ||
وأين أطفالها يلهون في فرحٍ | بين الأزقة شبانٌ، وصبيانُ؟ | ||
ماذا دهاك لتخفي نبض حارتنا؟ | وهل أخافكَ محتلٌ وطغيانُ؟ | ||
هنا رسمنا على الجدران صورتَنا | هنا البراءةُ فرشاةٌ، وجدرانُ | ||
هنا لعبنا وهذا الحيُّ يشهدُ لي | هنا تسامرَ آباءٌ، وولدانُ | ||
هنا الذين رووا الأوطان من دمهم | ومن هنا سارَ أبطالٌ وفرسانُ | ||
أبا البقاءِ [2] سنرثي حال أمتنا | في كل منطقة، حرب، ونيرانُ | ||
يا من بكيتَ على (حمصٍ) و(مُرسيةٍ) [3] | فاليوم تسلبُ آثارٌ، وأوطانُ | ||
لقد أضاعوا فلسطينا بكاملها | وصار حاكمها (بيبي)، وإيتانُ |
[1] حوش الغزلان: أحد أحياء البلدة القديمة كنت أسكن فيه
[2] أبو البقاء الرندي الذي رثى الأندلس بقصيدته المشهورة التي حاكينا هذه القصيدة بها.
[3] حمص، ومرسية مدينتان من مدن الأندلس وليس المقصود حمص السورية. مدينة اشبيلية الأندلسية هي المدينة التي حول العرب اسمها لحمص بعد دخول كتيبة من أهل الشام لها في تلك الفترة.
التاريخ | الاسم | مواقع النسيج | مشاركة |