اللواطيون المسلمون في أمريكا
لعيون الكرت الأخضر سأدوس على شرفي
الخميس ٥ آب (أغسطس) ٢٠٠٤
بقلم عادل سالم

الملايين من الناس في شتى أرجاء المعمورة تحلم بالهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومعظمهم يعتبرونها أمنية ليس بعدها أمنية، خصوصا في الدول الفقيرة سواء كانت دولا عربية أو إسلامية أو من دول أمريكا الجنوبية، أو الصين أو روسيا أو .... الخ

ويمكن لكل مواطن يذهب إلى أية قنصلية أو سفارة أمريكية أن يلاحظ الطابور الطويل جدا من المواطنين الذين ينتظرون أن يسمح لهم بالدخول لتقديم طلبات السفر للولايات المتحدة سواء كانت بغية العمل، أو الدراسة، أو السياحية، لكنهم في الغالب يبقون هنا وقليل منهم يعودون إلى بلدانهم الأصلية. أما بقية سفارات وقنصليات الدول الأخرى فأنت لا ترى على أبوابها سوى بضعة أفراد ويمضي موظفوها بقية النهار يشاهدون التلفاز او يرسلون الرسائل إلى أصدقائهم على الإنترنت .

ورغم العداء الشديد للسياسة الأمريكية تجاه العالم العربي والإسلامي عامة إلا أن هناك إصرارا كبيرا للهجرة إلى أمريكا بشتى الطرق ومهما كانت الأثمان المطلوب دفعها للوصول إلى جنة المهاجرين على الأرض .

وقد كانت الولايات المتحدة تقدم تسهيلات واسعة للهجرة اليها في الماضي وبدأت تشدد من هذه الاجراءات رويدا رويدا الى أن بدأت بوضع قيود كبيرة جدا على المواطنين العرب والمسلمين بعد أحداث الحادي عشر من أيلول ـ سبتمبر ـ الإرهابية والتي اتهمت فيها الادارة الأمريكية أسامة بن لادن بالقيام بها . لكن هذه الاجراءات لم تصل حد المنع المطلق حتى الان ولا زال بإمكان أي مواطن عربي أو غير عربي أن يهاجر حسب القوانين الامريكية وإن كانت قد أصبحت تاخذ وقتا أطول من قبل وأكثر تعقيدا .

إن اول شيء يفكر فيه القادمون الجدد إلى الولايات المتحدة الأمريكية هو كيف يحصلون على الإقامة الأمريكية ـ إن لم يكونوا قد حصلوا عليها فور وصولهم ـ وللحصول عليها هناك طرق كثيرة أبرزها وأكثرها انتشارا الزواج من أمريكية، إن كان القادم رجلا أو من إمريكي ان كانت القادمة امرأة وموافقة الزوج الأمريكي أو الزوجة على تقديم طلب لدائرة المهاجرة، يطالب بمنح شريك العمر كرت الإقامة الأمريكي والذي يسمح لحامله أن يعمل ويعيش في أمريكا طيلة حياته، وله كافة الحقوق تقريبا ما عدا حق الانتخاب أو الترشيح في المناصب الحكومية. وبعد 3 سنوات يحق له أو لها التقدم للحصول على الجنسية الأمريكية بعد اجتياز اختبار سهل وموافقة أجهزة الأمن الأمريكية المختصة . الحكومة الأمريكية وبعد أن اكتشفت أن الأغراب يطلقون زوجاتهم بعد الحصول على كرت الاقامة، أصبحت تشترط منذ حوالي العشرين عاما على المتزوجين أن يستمروا في الزواج لمدة سنتين قبل أن تمنحهم الإقامة الدائمة ويحق للزوجة في تلك الفترة أن تسحب من زوجها بطاقة الاقامة المؤقتة إن شعرت أن زوجها قد تزوجها فقط للحصول على الاقامة .

كما اصبحت الأمريكيات أكثر وعيا من قبل ويرفض الكثير منهن فكرة الزواج من غير أمريكي إلا بعد أن يتاكدن من مدى صدقه ونزاهته والأهم من ذلك فإن الزواج من أمريكية لعدة سنوات أصبح مكلفا للمغترب لأنه لا يقتصر على إقامة شعائر الزفاف بل إنه يمتد ليشمل دفع فواتير الزوجة من شمات الهوا والحفلات والمشروب والسهر ... الخ، مما جعل الكثيرين يبحثون عن وسائل أخرى أقل تكلفة ومضمونة النجاح. ومن بين هذه الوسائل التي بدأت بالانتشار بكثرة في السنوات العشرين الأخيرة اللجوء السياسي .

حيث يتقدم المواطن الزائر أو الطالب الموجود في أمريكا طلبا لدائرة الهجرة التي أصبحت اليوم جزءا من دائرة الامن الوطني ـ هوم لاند سكيوريتي ـ للحصول على اللجوء السياسي بحجة أنه مطارد في بلده، أو يتعرض للتهديد بناء لمعتقداته الدينية أو السياسية أو المدنية، سواء كان التهديد من قبل الحكومة أو إحدى الجماعات الدينية أو العرقية التي تعتبرها حكومة الولايات المتحدة عدوا لها ولسياستها. إذ لا يمكن أن توافق إدارة الهجرة الأمريكية على منح مواطن فلسطيني مثلا حق اللجوء السياسي لانه مطارد من قبل إسرائيل لكن يمكنه أن يحصل على اللجوء السياسي لو ادعى أنه مطارد من قبل السلطة الفلسطينية مثلا، وينطبق الحال على الإيراني الذي يدعي أنه مطارد من قبل حكومة إيران ، والسوري المطارد من حكومة سوريا . والعراقي المطارد من حكومة صدام حسين وليس إياد علاوي . لكن لا تقبل إدارة الهجرة الادعاء بأن مواطنا مغربيا مطارد من قبل حكومة بلاده لأنها صديقة لأمريكا وإسرائيل بل ربما تبلغ الحكومة المغربية بذلك لتعتقله بعد عودته إليها .

وإدارة الهجرة لا تكتفي عادة بادعاء طالب اللجوء السياسي أنه مطارد من قبل حكومة بلده، لكنها تطالب عادة بوثائق تثبت صحة ادعاءاته، لذلك يلجا طالبو اللجوء السياسي ومعظمهم كذابون إلى تقديم بيانات كاذبة يكونون قد اصطنعوها ولفقوها للوصول إلى مبتغاهم مهما كان الثمن، وكثيرا ما تتغاضى أو تتساهل إدارة الهجرة مع هذه الطلبات التي تتماشى مع سياستها تجاه حكومات هذه الدول أو الأحزاب لتضيف إلى أرشيفها انتهاكات اخرى موثقة تدعى بواسطتها غياب حقوق الانسان في تلك الدول، بمعنى آخر فان طالبي اللجوء السياسي إنما يحصلون على اللجوء بعد أن يدينوا بوثائقهم المزيفة بلدانهم الاصلية ويوصموها بالعار والانتاك المستمر لحقوق الانسان .

الأسباب التي يستخدمها طالبو اللجو السياسي العرب والمسلمون هنا كثيرة ومتنوعة، لكنها للأسف مقرفة وتبعث على الأسف وليتها فقط تقف عند حد الادعاء بأنهم مطاردون من حكوماتهم ـ مع أنهم ليسوا سياسيين ـ ولا يعرفون عن السياسة شيئا لكنها تجاوزت ذلك إلى ما هو أفظع وأبشع وإليكم أهم هذه الادعاءات :

حماس تطاردني
حزب الله يطاردني

الكثير من الفلسطينيين ادعوا أنهم مطاردون من قبل حركة حماس واللبنانيين ضد حزب الله لانهم لا يؤيدون الارهاب والقتل ، مع ان حركة حماس أو حزب الله لم تسمع بهم حتى هذه اللحظة ويقدمون الأوراق المزيفة طبعا التي تؤكد أقوالهم، ولأن الإدارة الأمريكية ضد حركة حماس وحزب الله وتضعهم على قائمة المنظمات الإرهابية في العالم فهي تتساهل مع هؤلاء الناس الذين بعد حصولهم على الإقامة الأمريكية يسافرون إلى فلسطين ولبنان دون ان يتعرض لهم أحد بشيء، لأن أحدا لم يسمع عنهم أصلا ولا يعرف عن الأوراق المزيفة التي قدمت ضد حماس وحزب الله، ولأن الإدارة الأمريكية لم تتحر ما فيه الكفاية للتأكد من كذب هذه الادعاءات. بل إن هذه الأكاذيب تتماشى مع سياسة الإدارة الأمريكية الحالية تحديدا حول إرهاب حماس والحركات الإسلامية عموما .

المواطنون العرب يقدمون أكاذيبهم لدائرة الهجرة ويسبئون لهذه الحركات كذبا وليس صدقا بل ذهب بعضهم أكثر من ذلك عندما ادعوا أن آباءهم كانوا عملاء للسي أي إي الأمريكية وأنهم قتلوا على ايدي هذه الحركات وأنهم يطالبون الحماية واللجوء السياسي.

أنا مسلم ارتد عن الاسلام

بعض المسلمين العرب وغير العرب يعتنق المسيحية ويدعي أنه سوف يتعرض للقتل في بلاده لأن الإسلام يعتبر ذلك ارتدادا عن الدين الاسلامي يستحق صاحبه عليه القتل ويأتون بالاحاديث والآيات التي تثبت ذلك، ويبدأون بالتردد على الكنيسة هنا في أمريكا كذبا طبعا لإثبات صحة كلامهم بل ويغيرون أسماءهم وأسماء أولادهم الذين لا يعرفون أي دين يعتنقون خصوصا وأنهم يسمعون من أهاليهم أنهم يعملون ذلك من اجل الحصول على حق اللجوء السياسي ليصبحوا بعد سنوات كما يتوقعون من أصحاب الملايين .

اضطهاد الأقليات الدينية

يدعي بعض طالبي اللجوء السياسي أنهم مضطهدون في بلدانهم لأنهم من الاقلية فمثلا يدعي الكثير من المسيحيين المصريين الأقباط أن المسلمين يضطهدونهم ويعتدون عليهم ويدعي الأكراد أن العرب يضطهدونهم، ويدعي مسيحيو السودان أن الحكومة تطاردهم في الجنوب الخ .

أنا لوطي فارحموني

أبرز الادعاءات التي بدأت بالانتشار ادعاء الكثيرين أنهم لوطيون ـ ـ يمارسون الجنس مع أمثالهم من الرجال أو سحاقيات يمارسن الجنس مع نساء مثلهن وأنهم ممنوعون من حقوقهم المدنية هذه في بلدانهم، بل ومطاردون من المجتمع ويتعرضون للاعتداء الجسمي وللعنف اليومي وأن ملاذهم الوحيد هو جنة المظلومين على الأرض ـ أي الولايات المتحدة الأمريكية ـ

ولا مشكلة إن كانوا فعلا كذلك لكن المأساة أنهم في الغالب كذابون ويقدمون الوثائق المفبركة التي تثبت ذلك ويحلفون اليمين أنهم لواطيون وسحاقيات، وطبعا يسجل كل ذلك رسميا ويتم الاحتفاظ به في أدارة الهجرة الامريكية . معظم هؤلاء هم من الإيرانيين وكأنهم اتفقوا فيما بينهم على ذلك، هذه الوثائق طبعا ليست سرية ويمكن لاولاد هؤلاء مستقبلا أن يطالبوا عبر محام معرفة تاريخ آبائهم ليكتشفوا أنهم كانوا إما أولاد جواسيس أو لوطيون وأمهاتهم سحاقيات الخ .

هل إدارة المهاجرة غبية؟؟

طبعا ليست غبية فهناك الكثير من الطلبات التي ترفض لأن أصحابها لم يعرفوا كيف يقدموا أكاذيبهم وكيف يحبكوها في قصص تقنع الموظف المسؤول، لكن الأهم من ذلك كله أن إدارة الهجرة والاف بي آي ـ دائرة التحقيق الأمريكية ـ تستغل هؤلاء الناس الذين تكتشف كذبهم للعمل لصالحها ولو لفترة معينة مقابل تسهيل الحصول على الأقامة الأمريكية والتغاضي عن ملفات الكذب التي قدموها .

المهمات التي تطلبها دائرة التحقيق الأمريكية من هؤلاء الناس هي التجسس على أبناء بلدهم المهاجرين، من طلاب ومواطنين عاديين حتى لو كانو من الحاصلين على الجنسية الأمريكية ومعرفة آرائهم السياسية، وماذا يعملون أو يتهامسون ويتناقشون وتطالبهم تحديدا التجسس على المساجد والمصلين، وبالتأكيد فإن هؤلاء الأشخاص يحاولون نقل معلومات كاذبة مرة أخرى ضد أهل بلدهم لإثبات حسن إخلاصهم لإدراة الهجرة ودائرة التحقيق الأمريكية فيوشون كذبا بأشخاص انتقاما منهم لسبب أو لآخر .

قضية نورث كارولينا

نورث كارولينا تشهد هذه الأيام محاكمة إحدى الموظفات في إدارة الهجرة الأمريكية وهي من أصل صيني والتي اتهمت أنها قدمت تسهيلات لعدد من المسلمين اللواطيين للحصول على الإقامة في الولايات المتحدة .

فقد عرضت النيابة العامة على هؤلاء اللواطيين أن يشهدوا ضدها في المحكمة مقابل أن تتغاضى عنهم وتساعدهم في البقاء في امريكا والحصول على الاقامة الدائمة . إلا أن محامي المتهمة وهو واحد من المحامين المشهورين في المحاكم الفدرالية وأبرز محامي ولاية منسوتا، لم يستسلم لهذه الشهادات وطالب أن يثبت هؤلاء اللواطيون أنهم لواطيون حقا بأن يقوم كل منهم بتقديم اسم عاشقه أو الذي يمارس معه اللواط إلى المحكمة لدعوته للشهادة أمام هيئةالمحلفين بأنه يمارس اللواط مع عاشقه مما يضع هؤلاء اللواطيين أمام امتحان حقيقي على مدى انحطاطهم البشري . المثير في الموضوع ليس ادعاء هؤلاء الاشخاص أنهم كذلك بل تأكيدهم أنهم لواطيون مسلمون يمارسون شعائرهم الدينية إضافة للواطهم ، أي عهر أكثر من ذلك ؟؟ إنهم يصرون أن الإسلام لم يحرم اللواط فما رأيكم ؟؟

وإلى أن تبدأ المحكمة لا ندري ماذا يجري خلف الكواليس

إذا كانت الحكومات العربية تتحمل قسما من المسؤولية لأنها تحرم مواطنيها من حرية الراي ولا تعمل ما فيه الكفاية لحل مشاكل مواطنيها الاقتصادية، والاجتماعية والصحية، أفلا يتحمل القسط الثاني المهاجرون أنفسهم الذين يسيئون لبلدانهم ودينهم وأهلهم وأبنائهم من بعدهم عندما يدعون كذبا وزورا أنهم لواطيون أو مطاردون من أحزاب بلدانهم .

هؤلاء المهاجرون ليسوا أكثر من هاربين نحو وهم وجنة مزعومة، فلماذا لا تحارب مجتمعاتنا مثل هؤلاء من طالبي اللجوء السياسي عندما يعودون لبلادهم بعد فترة يحملون الجواز الأمريكي متباهين فيه أمام أقاربهم وأهاليهم وأبناء بلدهم ؟

وأخيرا هل يمكن لمثل هؤلاء أن يساهموا فعلا في تغيير وجهة نظر الشعب الأمريكي عن العرب والمسلمين أم أنهم يسيئون لهم أكثر مما تسيء لهم إسرائيل نفسها، وإدارة الرئيس جورج بوش ؟؟!!

ملاحظة : العرب والمسلمون في أمريكا ليسوا كلهم كذلك لذا نرجو عدم التعميم . ـ الكاتب ـ .

التوقيعات: 0
التاريخ الاسم مواقع النسيج مشاركة