زواج الحمير الطريق لإرضاء الآلهة
الاثنين ١٥ تموز (يوليو) ٢٠٠٢
بقلم عادل سالم

كنت أعتقد أن العقل البشري قد ارتقى إلى مستوى من التفكير أعلى مما كانت عليه الناس قبل آلاف السنين رغم أن القدماء من البشر أنجبوا فلاسفة وعباقرة مثل أرسطو وأفلاطون، وابن رشد، وابن سينا والرازي، وابن الهيثم، والخوارزمي..الخ، فالتطور التكنولوجي المعاصر ودخول العالم عصر المعلومات .. عصر الإنترنت والفضائيات العابرة للقارات جعل الثقافة، والعلم في متناول الجيمع حتى الأميين والذين لم تسمح لهم الظروف الالتحاق بالمدارس. وكنت دائماً أبرر الحروب بين الناس بأنها حروب لاقتسام الثروات وصراع من أجل الهيمنة وليس لغباء فكري أو تأخر حضاري. ولكني قرأت قبل فبترة أخباراً عن طقوس وأديان لا زالت قائمة تعبر عن مدى التخلف الثقافي والإنساني، والفكري لدى بعض البشر الذين يعيشون معنا فوق هذه الكرة الأرضية التي أصبحت بعد دخول عصر الإنترنت أشبه بقرية صغيرة يعرف كل منها أهل القرية جميعهم.

يقول الخبر أن حفلاً جماعياً لزفاف الحمير أقيم في إحدى قرى الهند الجنوبية في تموز، يوليو، 2002 وتحديداً في قرية "ساكايانا ياكونو" والتي تقع في ولاية "تاميل نادو" جنوب الهند.

وقد تم إلباس العرائس "الحمارات" أثواباً بيضاء بينما العرسان "الحمير" أثواباً خضراء. وتم في الاحتفال تقديم العديد من الرقصات الهندية الشهيرة ومجموعة من الأغاني.

إلى هنا فليس في هذا الخبر أي شيء غريب فالعالم مليء بما يشبه هذه الاحتفالات. ففي بعض الدول تقام احتفالات للكلاب وفي أخرى للأفاعي..الخ.

لكن الغريب فعلاً هو أن هذه الاحتفالات تمت تقرباً من السكان لآلهة المطر، حتى ترضى عنهم وتسقط لهم المطر لأن المنطقة تمر بجفاف أدى إلى جفاف المحاصيل.

الآلهة التي يؤمن بها الهنود يبدو أنها تحب الحمير أو هي من جنسهم لذلك فلن ترضى عنهم إلا عندما يتم زفافهم لأنهم محرومون من نعمة الزواج التي يتنعم بها الإنسان لوحده ناكر النعم.

في القرن الواحد والعشرين يتم التقرب للآلهة بزفاف الحمير، فماذا بقي بعد؟!
ترى لماذا لا توقف الهند صرف أموالها على تطوير أسلحة الدمار الشامل وتصرفها على إقامة شبكة سدود وقنوات لحل مشكلة المياه للسكان بدلاً من الضحك عليهم ودفعهم لإقامة احتفالات سخيفة لإرضاء آلهة المطر لإنزال المطر.

أي آلهة تلك التي لا يرضيها إلا زفاف حمار وحمارة وأي مطر هذا الذي سينزل بعد أن يضاجع الحمار حمارته. وأي عقل بشري في القرن العشرين عفواً الواحد والعشرين لا زال بهذا المستوى من التخلف؟؟

التوقيعات: 0
التاريخ الاسم مواقع النسيج مشاركة