ما عاد الحب خياراً في وطني
السبت ٢ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم عادل سالم
نُبئتُ صباح اليوم
بأن أفاعي البرّ
وأسماك القرش البحري
حصدت بعض النسوة
قد كنّ إذا جاء الليل
يَبحَثن ببعض أزقّة غزة
عن حبة قمح
سقطت عفواً
من منقار الطير الهارب
من صياد
يُطعمْن بها
أطفالاً من جوع البطن يئنّون
يا ربّ الكون أعنّي
فأنا مقهور
ألهمني الصبر وسامحني
فأنا نسرٌ بجناح مكسور
لا أعرف إن كنت المهزوم
أم أني المنصور
لا أدري إن كنت الظالم
أم أني المغدور
فأنا وطن مسلوب
بين الإخوة مشطور!
ما عاد الناس يقيمون صلاة الجمعة
فإمام المسجد خلف القضبان
وخليفته موقوفٌ منتَظرٌ
إذْن المحتل ليعبر حاجز تفتيش
عند الرام [1]
والجندي يفتّش جُبّته
بحثاً عن خطبة يوم الجمعة
منذ الصبح إلى ما بعد العصر
فمَن منّا سيقيم صلاة الفجر؟!
والليل طويل جداً
والناس نيام خلف النهر
وأنا تعبٌ
أتمايل من هول القصف
وصواريخ الغدر
ما عدت أميّز بين الشرق وبين الغرب
ضاعت بوصلتي
ما بين السلم وبين الحرب
وفقدت بأرضي خارطتي
أين القبلة في هذا الدرب؟!
فالكل ينادي باسم يا ربْ!
باسمك يصدر كل الناس فتاواهم!
باسمك تشتعل الأحقاد
باسمك نقرأ أشعار الحب!
باسمك يعتصم الخائف!
باسمك يمطرنا الأعداء قذائف!
باسمك نعلن وحدتنا بالطائف!
باسمك يا ربّي
نتفرّق أحزاباً وجماعات وطوائف!
سني، شيعي، وهّابي، إخواني
أميركي، سوري، إيراني
إسلامي، علماني
نصراني، شرقي، غربي
كردي، قبطي، عربي
باسمك يقتتل الإخوة!
باسمك نصبح أبطالاً ورجالاً
وغداً قد نصبح نسوة
باسمك نغتال الأحلام!
باسمك نأكل أموال الأيتام!
باسمك نشرب كأس هزيمتنا!
باسمك ننحر رأس عروبتنا!
ما عدنا يا ربّ نميز
بين عقارب ساعتنا
وعقارب هذي الأرض!
لا نعرف أين مدينتنا
ما بين خطوط الطول
وخطوط العرض!
صَمَت الشعراء وما عادوا
في الشّعر يجيدون القَرضَ!
سكتت في الحرب مدافعنا
وحناجرنا
لكن لم يتوقف
قلب الناس عن النبض
فليشرع كل الناس محبتهم
في وجه الحقد ووجه البغض
لا يملك سلطان فينا حق الأمر وحق النقض
فلنخلع كل ملابسنا السوداء
والحقل الجاثم فينا
من يرفض هذا العرْض؟!
ما عاد الحب خياراً في وطني
بل صار الفرض

[1الرام: منطقة بين القدس ورام الله يقيم قربها جيش الاحتلال الاسرائيلي نقطة تفتيش دائمة تشبه نقطة التفتيش الحدودية، للعابرين الى القدس بشكل خاص.

التوقيعات: 0
التاريخ الاسم مواقع النسيج مشاركة