الصفحة الرئيسيةظلال الياسمين
في حوار مع الأديب الأردني الفلسطيني إبراهيم نصر الله
المؤثر الأقوى في حياتي حضور المرأة
الأربعاء ١٠ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم عادل سالم

أديب فلسطيني حفر اسمه بجدارة في عالم الأدب رغم أنه يغرد خارج السرب، وليس محسوبا على سلطة تعودت أن تلمع كتابها وتغلق الباب في وجه خصومها.

نشأ في مخيم الوحدات مشردا مع أهله من فلسطين، فحمل على كتفيه حلم القضية، وترجمه في رواياته، وقصائده إلى ورود نثرها بقلمه في الفضاء فتبعثرت تصنع قوس قزح جديد.

صرخته امتداد لصرخة الأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني «لماذا لم تدقوا الخزان؟»، حين يقول في «أعراس غزة»:
 [(قلتُ لهم إن الشمس قد أصبحتْ في وسط السماء، قلتُ لهم هذا الكلام مائة مرة، لكن أحدًا منهم لم يتحرَّك، قلتُ لهم، ما هذا الكسل الذي نـزلَ فجأة عليكم، لم تكونوا هكذا من قبل، لا الزّوجُ ولا الابنُ ولا الأخ، لقد نمتم كثيرًا، أكثر مما يجب، وعليكم أن تصحوا الآن، أن تروا الشمس، على الأقل، وأن تتحدّثوا معي قليلًا قبل أن أذهب.)]

قبل أيام أصدر روايته الجديدة «شرفة العار» التي تثير جدلا في الصحافة اليوم وأثير حولها الكثير فقررنا أن نجري معه حوارا مفتوحا ونزين ديوان العرب بردوده التي ينتظرها القراء.

 [**أستاذ إبراهيم يسعدنا الحوار معك ونفتتح حوارنا بالسؤال الأهم: روايتك الأخيرة «شرفة العار» هل هي دعوة لحرية المرأة في اختيار طريقة حياتها التي تحب أم هي مجرد دعوة لوقف عمليات القتل باسم جرائم الشرف؟*]
 أعتقد أن الإجابة التي لن نختلف عليها هي حق البشر في الحرية، رجالا ونساء، حقهم في اختيار من يحبون، وحقهم في الطريقة التي سيعيشون بها حياتهم، ومن المؤسف أن المرأة في عالمنا العربي لم تنل هذا الحق، حتى بعد قرن من المطالبة به، ولذا فهذه الرواية التي كتبت لتكون ضده (جرائم الشرف)، وضد همجيتها ومجانيتها واستهتارها بالحياة البشرية، تأتي ضمن السعي المتواصل من أجل حق المرأة في الحياة وحقها في المستقبل بعيدا عن أحكام الإعدام الطليقة التي تمارس ضدها، ليس في العالم العربي وحده، بل في كل مكان.

 [**يقول إبراهيم نصر الله في أحد لقاءاته: «إن الأمر المفزع في كتابة رواية كهذه، هو أن تقوم بكتابتها في الوقت الذي تتساقط فيه الضحايا حولك.» كيف يمكن وقف تساقط الضحايا؟؟*]
 في واقع اجتماعي يصرّ على تخلفه، يكون المجال الوحيد هو إقرار قوانين غير متواطئة مع القتلة. قوانين رادعة لا تميز بين جريمة وجريمة، فليس هنالك فرق بين روح وروح، وإنسان وإنسان، وما دام إزهاق الروح هو النتيجة النهاية لعملية القتل، واختفاء الإنسان، امرأة أو رجلا من هذه الحياة وحرمانه من أن يعيش مثل بقية البشر، فهذا يقتضي عدالة منصفة، لأننا لا يمكن أن نقول: هناك عدالة منصفة وعدالة غير منصفة، العدالة صفة لا تتجزأ.

 [**هل الرجل يتحمل وحده مسؤولية جرائم الشرف؟*]
 المجتمع هو الذي يتحمل مسؤولية جرائم الشرف بكل فئاته، المشرِّع الذي يضع القوانين، والنائب الذي يدعم هذه القوانين، والعائلة والعشيرة التي تلعب دورا أقوى من القانون ومن العلم والتنوير وأقوى من الدّين.

 [**قرأت قبل سنوات كيف قتلت دلال في إحدى قرى الأردن حيث جاء في الخبر أن الأم كانت تزغرد حينما كان ابنها يجر رأس ابنتها القتيلة في شوارع القرية، فهل تتحمل المرأة نفسها جزءا من المسؤولية فيما يجري؟ *]
 كما قلت، ما يتحمل المسؤولية هو المجتمع بهذه القيم الظالمة التي يزرعها في أفراده، وحالة أم دلال حالة من عشرات الحالات، التي قرأت عنها وتقصّيت تفاصيلها، حيث تتحول الضحية المقبلة إلى جلاد، ولا سبيل لها إلا أن تفعل ذلك، أكانت محكومة بالجهل أم بالخوف، لكني على المستوى الإنساني على ثقة بأن أمّا كهذه لن تغفر لنفسها هذا الفرح الجهنمي الذي أبدته، وإلا فإننا سننظر إلى الإنسان نظرتنا المطلقة إلى الحيوان في أشد لحظات وحشيته. وبالمناسبة لن تجد حيوانا فرحا أمام جثث صغاره.


 [**بعض القراء قد يفهم روايتك بأنها دعوة للسماح للمرأة بأن تقيم علاقاتها الجنسية كما تريد، كيف ترد؟*]
 أولا موضوع الرواية لا يتناول هذه القضية، التي يمكن أن أتناولها في رواية أخرى. موضوع الرواية معنيٌّ بالقتل الذي يمارس ضد المرأة، وهناك عشرات الأسباب دائما، ولكني تناولت في الرواية سببا واحدا، وتأملته إنسانيا من مختلف جوانبه، بالطبع لكي أدينه، ولكن ليس عبر خطاب، بل عبر الكتابة بكل ما يعنيه فن الرواية. وبعيدا عن أي التباس، أقول: إن للإنسان وحده الحق في جسده والحق في روحه، وفي قصيدة لي قلت: جسدي عرش روحي. ولا يعقل أن تكون حرًا وملكا فوق عرش من مسامير أو خناجر مشرعة، كما لا يجوز أن نضع عقوبة واحدة للبغاء والحب، مع فهمي الشديد أيضا للظروف الاجتماعية التي قد تجبر امرأة على ذلك، وقوادها ومن يفعل معها هذا هو رجل، مع يقيني أن ليس هناك امرأة يمكن أن تكون سعيدة بمهنة كهذه تُلقى في جحيمها، إلا إذا كانت مريضة، وهذا الأمر يقتضي علاجها. ولكن ماذا عن الرجل، هل هناك نص واحد، سماوي أو أرضي، ينص على أنه يبقى شريفا مهما ارتكب من فظائع.

 [**كيف ترى مستقبل الرواية حديثا (عربيا ودوليا) بعد انتشار ثورة المعلومات على الشبكة؟ *]
 هناك انتشار متصاعد للرواية، وما تحقق اليوم في هذا المجال يختلف كثيرا عنه قبل خمس سنوات. عربيا الأمر يدعو للتفاؤل، لا لأن بعض الروايات توزع أكثر، بل لأن هناك اهتماما على المستوى الإنساني، وهذا الاهتمام سيؤدي إلى وجود قراء مختلفين، على طريق وجود مجتمع أكثر معايشة لحياته وهمومه والتفكير في مستقبله. أما انتشار الرواية العربية دوليا، فالأمور تتقدم ببطء شديد. لكن وصول تجارب روائية مهمة للعالم أمر ضروري لنا كشعب عربي تم التعامل معه على أنه ليس أكثر من عبء على البشرية ولا يضيف لتراثها شيئا، ومهم للكاتب لأن الترجمة تحمل رسالته للعالم.

 [**اعتمدت الرواية قديما على القراءة بشكل خاص، لكنها اليوم تستخدم للأفلام، والمسلسلات. هل يجب على الروائي أن يكتب مباشرة إلى السينما؟*]
 لا أظن ذلك، وشخصيا لا أميل لهذا، وقد طلب مني أن أكتب للتلفزيون أكثر من مرة واعتذرت، ما يغريني هو كتابة رواية، وإذا ما تم تحويلها لفيلم أو مسلسل، فبالتأكيد هذا أمر جيد.

 [**القصة القصيرة جدا لم تنتشر بشكل واسع لا عربيا ولا عالميا ما الأسباب حسب وجهة نظرك؟*]
 أن لا تنتشر فهذا ليس عيبها. هناك عدد من كتاب القصة الذين يحتلون لدي المكانة نفسها التي يحتلها روائيون أحبهم: مثل إدغار ألن بو، تشيخوف، أو هنري، دينو بوتزاتي، يوسف إدريس، سعيد الكفراوي، محمود شقير، غسان كنفاني، الذي لم يتم التعامل نقديا مع قصصه بالصورة التي تستحقها، مع أنها في ظني أهم من رواياته، وهناك زكريا تامر، ومحمد المخزنجي وسواهم. وفي النهاية لا نستطيع أن نلوم مجموعة قصصية ممتازة لأنها لم تُقرأ جيدا!


 [**بعض الكتاب الشباب يتهمون رواد جيل الشيوخ بأنه يضع العراقيل أمامهم. هل أنت مع هذا الإتهام؟ (إن كان الجواب نعم) هل يمكن أن توضح لنا بعض تلك العراقيل.*]
 لا أنكر أن هناك كتّابا كان لهم نفوذ طارد لكل موهبة جديدة، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وبعضهم كان يمكن أن تخلع نصف أسنانه، كما يقول أحد النقاد، دون أن يعترف لك أو يصرّح بوجود كتاب محترمين آخرين، وهناك كتاب أتيح لهم أن يكونوا أصحاب نفوذ، وامتيازات، ولا أنكر أنهم قاموا بأدوار سلبية جدا في هذا المجال على المستوى الفلسطيني بخاصة والعربي بعامة.
لكن علينا أن نعترف أن هناك كتابا اخترقوا كل هذا الواقع السيئ وحققوا حضورهم ككتاب محترمين، وليس بالضرورة ككتاب نجوم.
بمعنى، لا شيء يستطيع الوقوف للأبد أمام موهبة حقيقية، لكنه بالتأكيد يستطيع أن يعيقها.

 [**المواقع الأدبية على الشبكة زادت بشكل ملفت هل حققت تلك المواقع ما يطمح إليه أدباؤنا أم ما زالت في بدايتها؟ *]
 هناك مستويات كثيرة من المواقع، فهناك الأشبه ما تكون بالمجلات المدرسية، وهناك المواقع الكبيرة لبعض الفضائيات، وهناك أخرى لا يمكن الاستغناء عنها أبدا. لكن المواقع في النهاية أشبه ما تكون بالكتب، فهناك كتب تشتريها وهناك كتب لا يمكن أن تنحني لتصفّحها، فهذا الفضاء الواسع خاضع لحريتك واختياراتك كمتصفح، لكن أهم ما في المواقع الممتازة هو كسرها لاحتكار بعض المحررين الثقافيين لصحفهم التي تحولت إلى ممالك صغيرة لهم ولمصالحهم ولشللهم، وهناك صحف لا يمكن أن تنشر للأسف عن بعض الكتاب حتى الخبر الصغير، في حين أنك لو أخرجت محرريها الثقافيين منها لاكتشفت أنهم سيذوبون ويتلاشون تماما على المستوى الأدبي.

 [**كيف ترى (ديوان العرب) على الساحة الأدبية هل تؤدي رسالتها بشكل سليم أم تحتاج إلى تطوير؟ ماذا تقترح على ديوان العرب في سبيل النهوض بالحركة الثقافية والأدبية؟ *]
 كلما انفتح ديوان العرب على التجارب المختلفة كلما أصبح أغنى، وأغنى بالتالي الحركة الثقافية العربية، وهذا ما ألمسه، أما التطوير فهذه مسألة مستمرة نحتاجها ككتاب ومجلات ومواقع، وبخاصة أن هناك منافسة شديدة على مستوى المواقع.

 [**لو كنت وزيرا للثقافة، ماذا سيكون خطة عمل وزارتك للسنوات المقبلة؟*]

 للأسف لن أكون وزيرا ولن أقبل أن أكون، ففي واقع سياسي عربي مهزوم ومصرٌّ على هزيمته، من الصعب تحقيق انتصار ثقافي.

 [**معظم الكتاب الشبان لغتهم العربية ركيكة. هل يتحملون مسؤولية ذلك؟ أم أن أساليب التدريس المدرسية هي السبب؟ *]
 التعليم العربي الرسمي في أسوأ حالاته، وغالبا ما يأتي المبدعون من الوسط الذي يعتمد على هذا التعليم، ومن المؤسف أن الجامعة ومنذ سنوات طويلة أصبحت امتدادا مائعا للمدرسة.

 [**الأفلام، والمسلسلات هي روايات تمثل على الشاشة، هل يمكن القول أن التلفزيون قد صادر دور الرواية المقروءة أو قلل من قراءتها؟*]

 [( القراءة عالم آخر، والتلفزيون لم يصادر القراءة في الغرب، صادرها في دول العالم الثالث مع تفشي الجهل ومأسسته، وتدمير النظام التعليمي. وللعلم الآن، عربيا هناك عمل على إقصاء كل موضوع جاد في الفضائيات، هل تتصور أن فضائية كبرى طلبت من منتج روايتي (زمن الخيول البيضاء) التي كتبت السيناريو التلفزيوني لها أيضا، هل تتصور أنها طلبت منه تغيير المكان الذي تدور فيه الأحداث للمشاركة في إنتاجها!! وهل تتخيل أن فضائية أخرى اشترطت أن يتم تحويل القسم الأول منها إلى مسلسل بدوي!! كل هذا لشيء واحد فقط هو ألا توجد فلسطين في لائحة البرامج.)]

 [**دور المبدعات العربيات في الساحة الأدبية هل وصل إلى ما نطمح إليه أم أن مشاركتهن لا زالت في بدايتها؟*]
 هناك قهر قديم للمرأة ومستمر، وهذا ليس عار المرأة بل عار المجتمع، ولذا ليس هناك العدد الكافي من المبدعات، هناك عدد قليل إذا ما قورن بعدد الكتاب، لكن هناك أصواتا نسائية هي جزء أساس من تطوّر الثقافة العربية بعيدا عن مسألة المرأة والرجل.

 [**هل فكرت بكتابة السيناريو؟*]
 كما أشرت، كتبت سيناريو (زمن الخيول البيضاء) مع أنني كنت ميالا لأن يكتبه سواي، التجربة كانت مهمة للغاية بالنسبة لي، ولكن أشك أنني كنت سأستطيع كتابته لو لم تكن علاقتي بالسينما على هذه الدرجة من القوة.
لا أعرف إن كنت سأكرر التجربة، ربما في فيلم مأخوذ عن رواية لي، ولكن المسلسل يحتاج لوقت طويل وهذا ما لم يعد موجودا لدي.

يصفك بعضهم بالأديب الأردني فيما آخرون يعيدونك لفلسطين، ماذا يحب الأديب إبراهيم نصرالله أن يصنف؟
ببساطة أنا فلسطيني، ولدت في عمان عقب تهجير أهلي من فلسطين ولكنني عشت في الأردن كل حياتي، وبهذا لا يستطيع أحد أن ينتزع هذه الحياة الأردنية بكل ما تعنيه مني، فهي التي شكّلتني.

 [**مشروعك الأدبي القادم؟*]
 هناك مشاريع كثيرة لكن ما يشغلني هو القسم الثاني من زمن الخيول البيضاء.

 [**المرأة في حياتك؟ هل تركت المرأة تأثيرها على مسيرتك الأدبية؟ *]
 أعتقد أن المؤثر الأقوى في حياتي هو حضور المرأة، وقد كانت دائما الأكثر تفهّما لتجربتي، والأكثر فهما للمشروع الجمالي لروايتي وقصيدتي. وأنا اعدها المقياس، وهناك في حياتي نساء يمكن أن أقول إنهن أستاذاتي.

 [**حدث بارز في حياتك يعد نقلة في نشاطك الثقافي؟*]
 ذهابي إلى السعودية قبل أربعة وثلاثين عاما، وقرار العودة من هناك بعد عامين أمضيتهما مدرسا في منطقة القنفذة، هذا هو الحدث الأكبر حتى الآن.

 [**هل تستمد شخصياتك من شخصيات اجتماعية عايشتها، سمعت بها، قرأت عنها، تحدثت معها، أم أنها كلها من صنع خيالك؟*]
 من كل هذا ومن صنع خيالي، وأحياني من موقف صغير، أو حدث أشتق شخصية تحتل مساحة واسعة في عملي.

 [**نصيحتك للكتاب الناشئين؟*]
 المرحلة التي تقرأ فيها جيدا، تكتب فيها جيدا، ومن يريد أن ينال كل شيء دفعة واحدة يشبه ذلك الذي يريد أن يأكل حبة تفاح قبل أن يزرع البذرة.

 [**أحب رواية قرأتها وتأثرت بها؟*]
ـ هناك روايات كثيرة وأحيانا متضاربة أثرت في، بعضها عربية وبعضها يابانية أو أمريكية أو فرنسية أو هندية أو لاتينية أو أفريقية أو روسية إلى ما لانهاية، ففي الكتابة الأمر مختلف عن شرب الماء، أنت تستطيع أن تعيش حياتك معتمدا على ينبوع ماء واحد، أما في الكتابة فستموت إذا ما فعلت ذلك.

 [**هل تؤيد ترجمة الأدب العبري إلى العربية وبالعكس؟ أم تعد ذلك نوعا من التطبيع مع العدو؟*]
 منذ زمن قديم أتابع كل ما ينتج من أفلام وروايات معادية، لأعرف كيف عبروا عن أنفسهم وكيف رسموا صورتنا، وأظن أن الكاتب العربي مطالب بأن يقرأ عدوه جيدا، أما بالنسبة للترجمة إلى العبرية، فليس لدي تحفظ على ذلك، شريطة أن لا يكون هناك أي اتصال من أي نوع مع دور النشر الصهيونية، أنا لا أخاف من ترجمة كتاب جيد عن قضيتنا للعبرية، أخاف من ترجمة كتاب سيء يبرر قتلنا أكثر.

 [**لو عينوك محكما لاختيار أفضل رواية لهذا العام فمن تختار «غير روايتك» دون تحيز؟*]
 أختار رواية الكاتب اللبناني أحمد علي الزين (ثلاثية عبد الجليل غزال ـ حافة النسيان) إنها رواية نوعية بكل المقاييس وقد فاجأتني تماما، ومن المؤسف أنها لم تنل حقها، لكني متفائل بطبعتها الثانية التي ستصدر قريبا.

- [**عندما يتقدم إليك كاتب ناشئ ويطلب نصيحتك فماذا تقول له؟ هل تقدم له رأيك بصدق، أم تجامله خشية أن يحمل عليك؟*]
 بصراحة، لي تجارب مريرة مع بعض الكتاب الشباب الذين يدفعونك لعدم قراءة سواهم لزمن طويل، فما أن تدلي برأيك الذي يطالبون بسماعه بشدة، حتى يبدأون بإعطائك دروسا في الكتابة وحرية الكتابة.
ولكنني أفرح كثيرا حين أقرأ لأجيال لاحقة، ولا أتردد في أن أتحدث عن أعمالهم، مثل الفلسطينيين أكرم مسلم وروايته (العقرب الذي يتصبب عرقا) والشاعر إيهاب بسيسو في مجمل دواوينه.

 [**متى تفكر بالتقاعد عن الكتابة؟*]
 لا تستغرب إذا قلت لك، إنني أحس بأنني لم أبدأ بعد، وهذا حس عميق وليس مجرد تصريح.

 [**كلمة أخيرة لمحبيك وقرائك؟*]
 دائما أقول: مَن الذي كتب القصيدة؟ الشاعر؟ أم القارئ الذي أحبها إلى هذا الحدّ؟
فالقارئ الجيد هو أهم مبدع لعمل الكاتب.


تعقيبك على الموضوع
في هذا القسم أيضاً