وداعاً أيها الغالي وداعاً
الأحد ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم
عادل سالم
إلى روح والدي الذي توفي مساء ٢٠٠٨/٣/٢١ فحرمت من رؤيته قبل دفنه، والمشاركة في جنازته
| وداعاً أيها الغالي وداعا |
فطيفك عندنا يأبى الذهابا |
| وروحك ما تزال تعيش فينا |
دماً يسري وأحفاداً شبابا |
| فلا تأسف على دنيا زوالٍ |
ففي عليائكم أشهى شرابا |
| ووجهك ما يزال أمام عيني |
وفي الأحلام يمطرني عتابا |
| لماذا قد تغربنا طويلاً؟ |
وذقنا في منافينا العذابا؟ |
| أما كانت بلاد القدس أحلى؟ |
وغربتنا إلى المنفى سرابا؟ |
| وأولي القبلتين أحقّ فينا؟ |
وزعترها مع الزيتون طابا؟ |
| وطابون يفوح الخبز منهُ |
كمن يشوي على النار الكبابا؟ |
| الى جناتِ خلدٍ يا أبانا |
فما عندي لأسئلة جوابا! |
| وما أنا بالمعاتب فيك فعلاً |
وفعلك بعض أوقات أصابا |
| وكنتَ إذا غضبت على صغيرٍ |
حَسبْنا عند عودتك الحسابا |
| فتضربه وتنذر مَن تبقّى |
فيقسم أنه من بعد تابا |
| ونشهد بعد هذا العمر حقاً |
بأنك كنت معطاءً سحابا |
| ولم تبخل علينا في طعامٍ |
وكنت لنا بظلمتنا شهابا |
| بكيتك خلف قضبانٍ وحيداً |
وقلبي في هواك اليوم ذابا |
| لئن دفنوك في أرضٍ غريباً |
فقد منحوك في العليا ثوابا |
| دعونا الله مغفرةً وعفوا |
وأحسَبُ أن خالقنا استجابا |