أديبة فلسطينية تكتب القصة القصيرة بأسلوب مشوق يجذبك لمتابعة النص حتى النهاية، شخوص قصصها من الواقع، نحس بهم، ونراهم يعيشون بيننا، عاصرت نكبة فلسطين طفلة، وقضت معظم حياتها لاجئة في لبنان قبل أن تنتقل إلى أستراليا مع كامل أسرتها، كأن نكبة فلسطين عام 1948 كانت نقطة بداية لرحلة الشتات والهجرة من منفى إلى آخر.
لم تتقاعس عن الكتابة، ولم تشغلها هموم البيت عن الإسهام في صرح الثقافة والأدب. حاصلة على درجة ماجستير في الاداب من الجامعة اللبنانية- بيروت، وعلى دبلوم تربية من جامعة سدني. وعندما قررت التقدم برسالة الدكتوراه قبل عامين كنت أبرز الذين شجعوها بحماس. فأنا اعرف قدراتها البحثية من خلال العديد من مقالاتها التي نشرتها في ديوان العرب ومن خلال كتابيها (النموذج الانساني في أدب غسان كنفاني) و(من استراليا وجوه أدبية معاصرة). تعمل مدرِّسة للغة العربية وآدابها في جامعتي سدني وماكْوَيْري في أستراليا.
أم مثالية، لعدد من الأولاد والبنات إحداهم (سمر) سارت على طريق أمها وأصدرت قبل عامين روايتها الأولى باللغة الانجليزية وكأمها، اتجهت للبحث الاكاديمي بعد حصولها على دكتوراه في الأدب من جامعة سدني.
شاركت في بعض الاتحادات الفلسطينية للكتاب لكنها اكتشفت أن الصراعات السياسية تفسد دور تلك المؤسسات الثقافية، فآثرت الحياد في بلاد الكنجارو.
نجمة من نجوم فلسطين في المهجر لم يهتم بها المسؤولون في مؤسسات فلسطين الثقافية لأنها غير تابعة لأحد سوى فلسطين.
نجمة حبيب نرحب بك في ديوان العرب ونبدأ حوارنا معك بالسؤال التالي:
– لماذا يعشق الفلسطينيون - بما فيهم المثقفون- جلد الذات؟
معارضو محمود درويش سياسيا يهاجمونه في الأدب، ويسخرون من قيمته الشعرية، معارضو سميح القاسم يشككون في وطنيته وإخلاصه، حتى الشهداء عندنا درجات، كل حزب يشيد بشهدائه ويقلل من دور غيره، فئاتنا المتصارعة أكثر من المتوافقة. هل كُتب علينا أن نجلد أنفسنا بسياط أعدائنا؟
قبل نكسة 67 ومأساة العراق كانت الأمة العربية تمشي واثقة من نفسها معتزّة بقيمها فكان الناس أقل تشنجاً واكثر تساهلاً مع من يختلف معهم في الرأي. أتذكر أننا كنا على خلاف عقائدي حاد مع رموز ثقافية كسعيد عقل وأنيس فريحة وأدونيس ولكننا ما كنّا ابداً ننكر عليهم موهبتهم الأدبية ولا نعلي عليهم من يشاركونا العقيدة كخليل حاوي ورئيف خوري مثلاً. كنا نقول هذا شئ وذاك شيء. أما اليوم فغسان كنفاني من دعاة التطبيع لأنه قال في مريام زوجة إفرات كلاماً طيباً ولذلك فإن موهبته زائفة. وكذلك القول بمحمود درويش وسميح القاسم وغيرهم.
إنه لمن حق القارئ أو الناقد أن يطرب لقصيدة ولا يطرب لغيرها. ان يحب قصيدة محمود درويش (سجل أنا عربي) أكثر من (الجدارية). ولكن ليس من العدل أن نطلب منه أن يظل على نفس النمطية. خلايانا تتغير باستمرار، وكذلك عواطفنا وطرق تفكيرنا. حماسنا يخمد بتقادم العمر، اولوياتنا تتغير. فمن الطبيعي إذن أن يتغير خطابنا، وليس معنى هذا أننا خنا وبعنا وطبّعنا. وحتى لو كان هذا صحيحاً ولنفرض أن شاعراً كمحمود درويش يؤمن بالتطبيع، فهذه شان نتركه للسياسيين، وتلتفت نحن القراء إلى ما في شعره من تطور وقيمة أدبية.
لا استطيع أن أصف لك مشاعر الغضب التي اعترتني يوم قرأت خبر قبول إميل حبيبي جائزة الابداع الاسرائيلية. ولكنني أبداً ما توقفت عن الإعجاب والاندهاش أمام نصه الإبداعي.
في عصر الهزائم هذا (وقولي هذا من باب جلد الذات) لا تتوقع موضوعية وقبول بالاختلاف. كلنا بايدينا سكاكين لا نستطيع أن نوجهها إلى عدونا فنوجهها لأنفسنا، للأهداف السهلة من رموزنا. وإني لمتفائلة بأن هذا الظلام لن يطول. فأنا أومن مع غسان كنفاني: إن الثورة تولد من رحم اليأس
– كل الاتحادات الأدبية في فلسطين تهيمن عليها الفصائل والكتاب السياسيون. أين دور الأدباء والمفكرين الفلسطينين؟ لماذا ينؤون بأنفسهم عن تلك المؤسسات؟
بل الصحيح ان كل الاتحادات والتجمعات التي تقوم في فلسطين وفي الشتات يختطفها السياسيون ويرمون باللذين بنوها خارجاً. وأنت أعلم بذلك، فتجربتك وتجربتي مع تجمع الكتاب دليل ملموس على قولي هذا. إن الأدباء والمثقفين هم من هذا الشعب يحملون خطاياه ومزاياه. هم في اغلبيتهم مثقفين مؤسساتيين بمعنى انهم يخضعون لسلطة ما: مدرسة اكاديمية، عقيدة دينية، ايديولوجيا سياسية....يعملون في خدمة المؤسسة التي ينتمون إليها، ومنهم من لم ينتمِ رسمياً، فهمش لأنه لم يأوِ إلى "قبيلة" ذات صول، فتصعلك وأصابه ما أصاب جده الأكبر، امرؤ القيس.
– أنت أم لجيل جديد من الفلسطينين اللاجئين في منافي العالم، هل تشعرين أن جيل الأبناء سيرث حلم العودة عن آبائهم؟
– يبهرني هذا الجيل الجديد الذي تربى في المنافي. أدهشني وعيه. هو جيل تخلص من عيوبنا كالازدواجية والتخلف والتعصب، واستفاد من مناخ الحرية والتكنولوجيا التي وهبها إياه الغرب. لو تراهم كيف يحاجون الطرف الأخر وباي منطق لذهلت. أعرف بعضاً ممن حاول أباؤهم إبعادهم عن جذورهم الفلسطينية، ولكنهم عندما نضجوا فتشوا عن هذه الجذور. ثقفوا أنفسهم وراحوا يبشرون بفلسطين ويشرحون قضيتها ويجندون الانصار لها. (أمزح معهم وأقول العرق دساس). هذا ما أراه في استراليا. قد يكون الأمر مختلفاً في غيرها من المهاجر وذلك لأن أستراليا تؤمن وتشجع التعددية الثقافية وكل إنسان يحس نفسه ناقص إذا لم ينتمِ إلى جماعة [1] كما يقولون. وحيث انهم يتكلمون الانكليزية ويحسنون استعمال الانترنت فإن تأثيرهم على الرأي العام العالمي كبير كبير. لم أكن أحلم أن أرى مثله. قم بجولة على (الفيس بوك) وستأخذ فكرة عما أقول.
اما حلم عودتهم فهو مختلف. انا وأنت نعيش الحلم بطريقة ذاتية. نريد العودة إلى البيت كما وصفه لنا الاب والام وتخيلناه بأبوابه وشبابيكه ومفاتيحه والعريشة قدام الدار. هم يتخيلون العودة انتماء لفلسطين استعادة لحق هدر. تصحيحاً لمسار التاريخ.
– كيف سيتواصل الجيل الجديد، وقد أصبح كل منهم بتحدث بلغة الوطن الجديد الذي يعيش فيه؟
حتى حينه لا يزال الأهل يصرون على تعليم ابنائهم اللغة العربية. ولكن الخوف من المستقبل. من الجيل الثالث والرابع، هل سيستمرون على ذلك؟
أعرف انك قلق من هذه الناحية وتقول عندما يلتقي ابني الذي تربى في اميركا وابن نضال الذي تربى في السويد والاخر الذي تربى في المانيا فكيف سيتفاهمون. لا أريد ان أقول بإرسال ابنائنا للمدارس التي تعلم العربية في بلدان الاغتراب فأكون كمن يروج لبضاعته، ولكني أقول لنحفِّز ابناءنا على مشاهدة دراما او صور متحركة أو اي شي باللغة العربية وقد امسى الامر ممكناً بعد الانتشار الكثيف لظاهرة الفضائيات.
– عشت معظم حياتك في لبنان، وعاصرت الحرب الأهلية واكتويت بنارها، هل تركت تلك الحقبة بصماتها على مسيرتك الأدبية؟
– حياتي في لبنان كلها زمن اشتباك، على حد تعبير غسان كنفاني، ليس فقط في زمن الحرب بل منذ وعيت الكلام. الأطفال في المدرسة يسخرون من لهجتك الفلسطينيية. المعلمة تتندر عليك عندما تفشل في نطق كلمة فرنسية كما يجب. وإذا تكبر أنت ممنوع من العمل لأنك فلسطيني وانت الجبان الذي بعت بلدك بالرخيص. وعلى الجانب الاخر من الذاكرة، اللبناني الجميل الذي آمن بقضيتك وتبناها ودفع ثمناً غالياً في الدفاع عنها. مشينا يداً بيد مع ابن/ابنة بيروت وصيدا والنبطية في مظاهرات ضد اغتيال جلال كعوش الفلسطيني ومعروف سعد اللبناني.
ثم كانت الحرب. عايشتها منذ شرارتها الأولى. منذ اغتيال معروف سعد عام 1975 وحتى خمودها بمصالحة واهية عام 1991. طُرِدت من بيتي بقوة السلاح مرتين مرة على أيدي المليشيات اليمينية المعادية، ومرة أخرى على أيدي رفاق الامس حركة أمل. خطف والدي من بيته ولم أعرفه حياً او ميتاً. فقدت ستة من أفراد عائلتي دفعة واحدة في الغزو الاسرائيلي لبيروت. نجوت انا وعائلتي اكثر من مرة باعجوبة من السيارات المفخخة. إلا ان الحرب على مخيمات بيروت منتصف الثمانيات، كانت الضربة القاضية التي انهرْتُ أمامها. أصابتني بإحباط لا يوصف.
انهارت مقاومتي واستسلمت للهجرة التي هي ضد مبادئي. رغم كل ما امنته لي استراليا من احساس بالامان وفرص العمل المتكافئة، والاحترام لإنسانيتي، لست راضية عن نفسي ولا احس انني في المكان الصحيح. في لبنان عشت لاجئة ولكنني كنت متصالحة مع نفسي فأنا حيث يجب أن اكون. وفي استراليا منحت الانتماء ولكنه ظل على الورق. سمه جحود إذا شئت. قلبي هناك في لبنان في بيروت. رغم كل المرارات التي منيت بها. كل كتاباتي سواء كانت رواية أو قصة أو مقالة أو بحث، له علاقة بتلك الذاكرة ومن وحيها. حتى كتابي في الادب الاسترالي، كان محاولة للتقرب من أستراليا وإنهاء حالة الاغتراب بيني وبينها.
– ألا تحنين للعودة إلى لبنان؟
– علاقتك مع الكتاب اللبنانيين هل كانت مميزة؟ أم أن الحرب الأهلية طالت الكتاب أيضا؟
– لم تقم بيني وبين الكتاب اللبنانيين أية علاقة. ليس بسبب الحرب بل لطبع فيّ. فانا لا أتقرب ولا ابادر اصحاب الشهرة. اخاف إن يفهم تصرفي على أنه ممالأة أو حباً بالظهور. قد احضر حفل توقيع كتاب فأشتري الكتاب دون التقدم من صاحبه لتوقيعه اتسلل على مهل. ليس هذا تجاه الكتاب اللبنانيين بل الفلسطينيين ايضا. اثناء الاجتياح كان محمود درويش يسكن على بعد خطوات من سكننا ولطالما التقيت به صدفة في شارع الحمراء او في إحدى مقاهي الرصيف (المودكا أو الهورس شو) فلم أتقرب منه. أهو كبرياء؟ اهو تعقيد؟ لست ادري. الكتاب اللبنانيون ودودون. ولكن العيب فيّ لا فيهم. عندما كنت اكتب بحثي عن غسان كنفاني وكان الامر يقتضي مقابلة كتاب عرفوه كانت زميلتي تقوم بهذه المهمة
– هل زرت فلسطين بعد حصولك على الجنسية الأسترالية؟
وإن كان الجواب لا فهل تفكرين بذلك؟
– لا...ولن. لن أذهب إليها وهي اسمها (إسرائيل). لن أذهب إلى سفارتهم وأطلب فيزا وأختم باسبوري بختم "دولة إسرائيل". انا ولدت في حيفا فلسطين وقلبي بعد لا يستطيع ان يقبل حيفا "اسرائيل". ولكني لا أدين من يذهبون ولا ابناء الداخل الذين صمدوا، بل أحيي صمودهم واعتذر لهم عن سوء الظن الذي رميناهم به. هم مضطرون لحفظ بقائهم وهذا بحد ذاته مقاومة كبيرة أحترمها واعتبرها تضحية كبيرة لا تقل عن تضحيات الشهداء. أنا لست مستعدة بعد. إنهم يؤججون الحقد كلما بدأ يفتر. قبل ان ننسى بناية الصنايع وصبرا وشاتيلا جاؤوا بتدمير الضاحية، وقبل أن ننسى ما فعلوه بالضاحية فعلوا ما فعلوه وما زالوا في غزة.
– لو خير الفلسطينيون بين العودة أو التعويض فماذا تختارين؟
– القضية الفلسطينية تعود إلى الخلف ولم تعد تشكل القضية المركزية في العالم، دور الكتاب الفلسطينين اليوم أين يقف أمام ذلك كلة؟
– الحياة جزر ومد. نحن في زمن الغروب. وغروبنا وإن طال فلن يدوم إلى الأبد. قد لا يكون النفاذ إلى الضوء في زمني وزمنك ولكنه سيكون ولو بعد مئة عام.
دور الكتاب غائب وإن وجد فهو غير مجدِ. ففي زمن الطبول لا يسمع نغم الربابة. واغلبنا منخرط بالانقسام المخزي بين فتح وحماس
– كيف ترين مستقبل الرواية حديثا -عربيا ودوليا- بعد انتشار ثورة المعلومات على الشبكة؟
– حددت الرواية طريقها وتحررت من عقدة الرواية الغربية. صار لها معالمها الخاصة وهويتها المميزة وهي تسير بخطوات واثقة نحو مستقبل مشرف في الكم وفي الكيف.
– اعتمدت الرواية قديما على القراءة بشكل خاص، لكنها اليوم تستخدم للأفلام، والمسلسلات. هل يجب على الروائي أن يكتب السيناريو مباشرة إلى السينما؟
– هنالك فرق بين الرواية المكتوبة والآخرى المصورة. لكل واحدة دور ومتعة مختلفة. اقرأ ثلاثية نجيب محفوظ وشاهدها مصورة وستحس ان هنالك شيء سقط من الرواية عند تصويرها كما أن هنالك شيء أضيف إلى الرواية جعلك تحس بها بشكل أفضل عندما أصبحت فيلماً او مسلسلاً. كثير من الروايات فقدت نكهتها في السينما أو الدراما. لا يمكن أن أتخيل مثلاً رواية احلام مستغامني ذاكرة الجسد فيلما او مسلسلاً، فالعمل الدرامي يقوم بكليته على الحدث، فكيف سيعوض التمثيل اللغة الشعرية التي هي عماد هذه الرواية؟
– من رواد الرواية العربية المعاصرة في نظرك؟
– مصر هي الرائدة في هذا الفن منذ أن بدا تقليداً للرواية الغربية على ايدي توفيق الحكيم وطه حسين وغيرهم، حتى تبلور وصار عربيّ القلب والقالب على يدي المبدع الكبير نجيب محفوظ.. ويجب ألا ننسى ان اول رواية عربية مكتملة البناء الفني، على حد ما جاءت به الدراسات، كانت "زينب" لمحمد حسين هيكل.
– الكتاب الشباب يشقون طريقهم بصعوبة. من تتنبئين له بمستقبل واعد في مجالات:
الشعر:
القصة:
الرواية:
المسرح:
النص الأدبي:
– اعتذر عن الاجابة على هذا السؤال. بعدي الجفرافي عن المسرح الأدبي لا يخولني إعطاء حكما عادلا
– القصة القصيرة جدا لم تننتشر بشكل واسع لا عربيا ولا عالميا، ما الأسباب حسب وجهة نظرك؟
– هي مولود هجين وصعب المراس. هي مزيج من شعر وسرد. فيها تكثيف وإيماء ومع ذلك يجب ان تتضمن حدثاً. وهنا مكمن صعوبتها وعزوف الكتاب عنها، ولكنني أتنبأ لها بسعة الانتشار. فالناس يتعوضون عن الرواية بالمسلسل او الفليم، ولكن لا عوض لهم عن القصة القصيرة جداً. هي الأقرب إلى نفسي في هذه الأيام، وفي جعبتي الأدبية مجموعة منها سأتفرغ اليها بعد الانتهاء من أطروحتي إذا أمدّ الله بالعمر.
– كيف يمكن استغلال الشبكة في خدمة الأدب، والثقافة بشكل عام؟
– ها نحن نستغلها أحسن استغلال. وهل كان لمثل هذا اللقاء ان يتم بهذه السهولة لولاها؟
– كيف ترين (ديوان العرب) على الساحة الأدبية؟ هل تؤدي رسالتها بشكل سليم أم تحتاج إلى تطوير؟ ماذا تقترحين على ديوان العرب في سبيل النهوض بالحركة الثقافية والأدبية؟
– لا يسأل رب البيت عن أحوال بيته. (ما في حدا بيحط بزيتو عكر)
ديوان العرب هي بيتي. انتقيته بعد ان تجولت على المئات وجربتها. ولهذه الأسباب وغيرها كان اختياري له:
نخبة من الأقلام الرصينة والمبدعة.هيئة استشارية منتقاة بحرفية ومتنوعة بين مختلف انواع التخصص المعرفيأرشيف غني يمكن ان يستخدم كمرجع شبه علمي.صاحب موقع نشيط وملتزم لم يمل ولا خف حماسه مع السنيناداة تحريك وتقنية متقنة تسهل البحث وإيجاد المعلومة وإمكانية الاتصال بالكاتب إذا أردت الاستفسار عن مقالة هو كاتبها.تقدير من المسؤولين واستجابة فورية لحاجات الكتاب وتساؤلاتهم
– كي يكون الجواب دقيقاً ومنصفاً على هذا السؤال يجب ان يتم بحث واسع ودقيق عن كل من الشخصيات الكريمة المذكورة اعلاه. قد اجيب في المستقبل عندما لا تكون أنت على عجلة من امرك ومسؤولياتي أخف.
– هل تستمدين شخصياتك من شخصيات اجتماعية عايشتها، سمعت بها، قرأت عنها، تحدثت معها، أم أنها كلها من صنع خيالك؟
– قد تقوم الشخصية على شيء من الواقع ولكنها ليست الواقع بكل حرفيته. قد يكون في شخصية مريم مثلاً (من روايتي القصيرة ربيع لم يزهر) بعض ملامح من امرأة عرفتها ولكن الخيال أضاف عليها وانقص منها بما يتلاءم والدور المرسوم لها وبما لا يجافي الواقع. شخصيات قصّي هي مزيج من واقع عشته او شاهدته وتصور لما يمكن ان يكون
– أيهما تفضلين، الشهرة أم التأثير في شخصيات قرائك؟
– أنت في الستين تنطفئ فيك الرغبة بالبريق. وأنا ما همتني الشهرة وأنا في العشرين فهل تهمني الآن؟
– نصيحتك لكتاب الرواية الناشئين؟
– لا أحب ما في النصح من تعالي. ولنسمه اقتراحاً: اقترح على كتاب الرواية الناشئن تعلم لغة أجنبية للتمكن من الاطلاع على كلاسيكيات الادب العالمي في هذا الفن (جيمس جويس، فرجينيا وولف، فوكنر...) أظن أن كتابنا الناشئين يعرفون أكثر من فكرتنا عنهم. وفي النهاية الموهبة لا تحتاج إلى نصيحة، فهي تتلمس طريقها وتكوِّن دستورها الخاص بها.
– نزار قباني شاعر الحب والجمال هل تفتقده الساحة الشعرية الآن؟ أم أن للحب شعراء كثيرون؟ أم هل ضاع الحب في ظل الأزمة الاقتصادية؟
– نفتقد نزار قباني ليس لأنه شاعراً غزلياً لا مثيل له، فدواوين الغزل تملآ المكتبات. ما لا نراه كثيراً، هو هذه الصراحة اللبقة التي تميز بها نزار، التي تجرح الضمير ولا تخدش الحياء. اقرأ الكثير من القصائد التي تتغني المرأة ولكن معظمها يشيئها أو يرمزها (هي الوطن، الضمير، الخير، الشر...). قليلة هي الأعمال التي تتغنى جمالية روحها دون أن تنجرف إلى الابتذال وترداد كليشيهات ممجوجة. قد يكون لقصور في قراءاتي في الموضوع ولكنني قليلاً ما قرأت ما يتحسس معاناتها والظلم الواقع عليها من الطبيعة والمجتمع. الرواية أنشط في هذا المجال.
– كثرة المواقع الأدبية على الشكبة، هل هو دليل انفتاح وتطور، أم انزلاق وتبعثر؟
– هذا السوبرماركت الكبير فيه الغث وفيه الثمين. فيه الآصيل وفيه التقليد، وعلى المستهلك أن يختار. ثم أن القارئ عادة ذكي. ينتقي ما يتناسب وتتطلعاته. قد تتصفح في النهار خمسين موقعاً ولكنك في النهاية تؤوب إلى موقعين او ثلاثة تعتمدها في مطالعاتك الدورية. المواقع الادبية على الانترنت ظاهرة جميلة رغم ما نرى فيها من مغالطات وتشويهات وإفساح للمجال للسرقات الآدبية. وهذه الآخيرة اكتويت بنارها ولم استطع إزاءها شيئاً. مع ذلك ما توقفت عن استعمال المواقع الأدبية لنشر نتاجي ولو انني صرت أشد حرصاً.
– كلمة أخيرة لقرائك؟
[1] community
التاريخ | الاسم | مواقع النسيج | مشاركة |