/B_rub>
من باب العمود كان يمر كل يوم رافعا رأسه للأعلى ترمقه كل العيون لقامته المديدة وطوله الفارع، تتلفت عيونه يمينا وشمالا كأنه يبحث عن شيء في عيون المارة، أو يتحسب من شيء يلاحقه، أتراه يبحث عن حبيبته بين المارة أم تلاحقه عيون الجواسيس والمخبرين؟ باب العمود أو بوابة دمشق كما كانوا يسمونها، هي البوابة الرئيسية للبلدة القديمة من القدس ومنها يمر يوميا أكثر من نصف الداخلين والخارجين منها.
باب العامود كان نقطة الحدود اليومية التي عليه أن يجتازها سواء للذهاب إلى المدرسة أو العمل أو لأي شيء آخر. إنه (…)
رحمك الله يا محمود ,لا أنسى حنانك علينا ونحن أطفال نلعب في السوق تلاطفنا وتحنو علينا ,مع أنك (أبو العضلات)
هناك ذكريات من المستحيل محوها من الذاكرة ,ذكريات أليمة على وجه الخصوص ,ذكريات عندما قدموا بالنعش يحمل جسدك , منظر أخي الكبير سعيد صديقك ودموعه تجري , أخي الذي قاطع الدنيا لمدة طويلة بعدك ,أستمرت الحياة بعدك ,صحيح. لكن لم تعد لسابق عهدها ولا مرة ,
كنت جزءا من تاريخ القدس ,ومن تاريخي ,ومن تاريخ أهل القدس , ومن تاريخ كل الاحرار ,
رحمك الله ..........