يتبادل بعض الناس في فلسطين أحاديث تدعو لإيجاد قطب ثالث في فلسطين يكون ذا تأثير أمام قطبي فتح، وحماس. ويقول رافعو هذا الشعار بأن هذا القطب أو التحالف الذي يطلقون عليه (قطب يساري)، سيكون قطبا مناهضا لأوسلو، ويدعون الشخصيات الوطنية المستقلة بالانضمام إليه.
لكن الوقائع على الأرض تؤكد أن هذا التيار أو القطب كما يحلو لهم تسميته لن يكون له التأثير الذي يحلمون به، ولن يستطيع أن يكون قطب تغيير، ولن يؤثر لا على فتح، ولا على حماس، وإليكم الأسباب حسب وجهة نظري:
أولا: هذا الاصطفاف يتم التحرك لأجله في ظل استحقاقات انتخابية من أجل كسب ما يمكن كسبه من مقاعد انتخابية، وليس من أجل برامج سياسية، وكفاحية.
ثانيا: إن الذين يتزعمون هذه الدعوة أغلبهم ممن عادوا بفعل اتفاق أوسلو، وتكلسوا في مناصبهم، ويصرون أن يتصدروا هذا المشهد الجديد، متوهمين أن الشعب الفلسطيني سيلتف حولهم لتوحدهم من أجل مقاعد انتخابية.
ثالثا: أصحاب الدعوة للقطب الجديد ليس لديهم أي مصدر مالي، وهم يعتمدون في الغالب على مخصصاتهم من سلطة عباس، والتي يدعون أنها حق لهم لأنها أموال الشعب الفلسطيني، والحقيقة أنهم فشلوا طوال خمسين عاما أن يكون لهم تمويلهم الخاص القوي.
رابعا: هذا التيار الثالث كما يطلقون عليه في طياته صراعات كثيرة أهمها المقاعد الانتخابية وآخرها الموقف من المقاومة، ومحورها.
خامسا: أقطاب هذا التيار اللاهثون بشوق نحو الانتخابات لا يمارسون الانتخابات الحقيقية في صفوفهم، ويكرهون التجديد في القيادة، وخاضوا صراعات طويلة ضد بعضهم لرفض كل منهم ترك منصبه، وقسموا الساحة بسبب صراعات المناصب.
سادسا: إن أنصار هذه التيارات التي ترى مصلحتها الانتخابية في الوحدة عجزوا عن تجديد قياداتهم، وإبعاد من شاخوا عنها، واستسلموا لهم، وتحولوا لروبوتات تسبح باسمهم، وأغلبهم موظفون في هذه الأحزاب، أو يعملون في مؤسسات السلطة نيابة عن فصائلهم، فكيف سيقنعون شعبنا أنهم البديل الأفضل؟ أفضل بماذا؟
ختاما إن أي طرف يريد أن يتصدر الساحة كطرف ثالث، وربما الأول، ويريد أن تلتف حوله جماهير شعبنا، يجب أولا أن ينشأ على أساس كفاحي، وسياسي، وليس من أجل استحقاق انتخابي لعله يحصد مقاعد انتخابية إضافية.
وإن هذا الطرف عليه تجديد قياداته، بالانتخاب، لا أن يكرس نفس الوجوه التي شاركت فيما نحن فيه.
وعليه أن يعتذر للشعب الفلسطيني عن كل أخطائه القديمة، فمن غير المعقول أن تمر كل المرحلة السابقة كأنهم ليسوا مسؤولين عن كل انهياراتها، أو بعض منها.
وعلى هذا الطرف أن يتصدر المقاومة، ويحرر الأسرى، فلا يوجد لأقطاب هذا التيار أي سعي واضح لتحرير الأسرى، منتظرين من حماس أن تحرر أسراهم، وعندما كان للجبهة الديمقراطية جثة جندي إسرائيلي لم تحرر به أسيرا واحدا، وأعادته مقابل إعادة أحد المبعدين فقط.
التيار الجديد يجب ألا أن يلهث حول مقعد في سلطة تحت الاحتلال غير قادرة على منع الاحتلال من سجن أعضائها؟ باختصار لا تيار ثالث قادر على التأثير إن لم يلتحف المقاومة، وليس حرير الانتخابات.
التاريخ | الاسم | مواقع النسيج | مشاركة |