ينكرها أبوها وتهرب منها أمها
طفلة عربية بريئة
الجمعة ٦ حزيران (يونيو) ٢٠٠٣
بقلم عادل سالم

مؤسسات الرعاية الإنسانية ترفض الطفلة بدون شهادة ميلاد ووزارة الداخلية ترفض إصدار شهادة ميلاد دون معرفة الأب

بعد حكاية حب قصيرة تزوج شادي – وهو من الأردن – من نبيلة وأمضيا شهراً من العسل، حملت فيه نبيلة، ففرح الزوج وبدأ ينتظر ولي العهد الجديد.

لم تمض سوى أربعة شهور حتى أحست نبيلة بآلام الطلق، نُقلت على أثرها للمستشفى حيث وضعت مولودها الأول وهي طفلة آية في الجمال، إلا أن الزوج الذي استغرب الخبر جن جنونه حتى قبل أن يدقق في الموضوع رفض الاعتراف بالطفلة، متهماً زوجته بأنها حملت بالطفلة بعلاقة غير شرعية قبل زواجه منها رغم أنه يعترف أنها كانت عذراء عندما تزوجها.

الزوج رفض الاستفسار من الأطباء حول الموضوع والأم أكدت أن الطفلة طفلته ولم تعترف بأية علاقة غير شرعية.

أما الطفلة التي جاءت للحياة وسط هذه الاتهامات فقد رفضت وزارة الداخلية تسجيلها في سجلاتها الرسمية ورفضت منحها شهادة ميلاد إلا إذا عُرف اسم الأب الحقيقي.

وأمام إصرار الأم والأب قامت الشرطة بتحويل الطفلة إلى وزارة التنمية لرعايتها في إحدى دور الرعاية، لكن المؤسف أن الوزارة رفضت استلامها على اعتبار أنها مجهولة النسب، في حين يعرف القاصي والدني أن العلم قد تطور بحيث أصبح الفحص الطبي هو الذي يحدد نسب الطفلة في حال إنكارها، عن طريق فحص ما يسمى بالدي إن إي.

وهكذا ضاعت الطفلة المسكينة التي أرادها كل واحد أن تتحمل أخطاءه وخطاياه. الأم لم تهتم بمصير طفلتها، الأب سواء الحقيقي أو المضحوك عليه أراد معاقبة الطفلة لجريمة اعتقد أن الأم ارتكتبها. أما الوزارات الحكومية فتعاملت مع قوانين جامدة روتينية، رفضت الطفلة دون السؤال ما ذنبها؟!

هربت الأم وتركها الأب معلّقة، هكذا لا يقف معها أحد حتى رق قلب أحد المواطنين فوافق الادعاء أنه أبوها ليصدر لها شهادة ميلاد، وحمل الطفلة معه للبيت ليربيها لكنه بعد فترة غيّر رأيه ربما لأن تبني طفلة مسؤولية أكبر فطالب بإعادة الطفلة للمستشفى. إلا أن المستشفى رفض إعادتها إليه وأصر على أن يتحمل أبوها الذي تبناها المسؤولية باعتباره الأب الشرعي حسب الاوراق الجديدة ، فاضطر إلى التوجه للمحكمة لفسخ الأبوة ولا زالت المحكمة تنظر في القضية.

التوقيعات: 0
التاريخ الاسم مواقع النسيج مشاركة