إلى الاستاذ عادل سالم مدير تحرير مجلة ديوان العرب الإلكترونية
تحية صحفية صادقة و بعد
يشرفني أن أطلب منكم التفضل بالاجابة على الاسئلة المرفقة قصد نشرها في أسبوعية المشعل المغربية و التي أدير تحريرها، راجيا منكم ، إن وافقتم على المشروع إرفاق الاجوبة بصورة شخصية.
و شكرا جزيلا
إدريس ولد القابلة:
[*1 – أنتم من العرب الأوائل الذين بادروا إلى خلق موقع للكتابة والإبداع الإلكتروني، كيف تقيمون الآن الكتابات العربية الإلكترونية؟*]
ج1- بداية أشكركم جدا على دعوتكم لي للمشاركة في هذا اللقاء فهو فرصة طيبة لنطل من خلاله على شعبنا الطيب والعريق في المغرب.
إن كنت تقصد ما ينشر في الإنترنت، فنحن العرب لا زلنا في بداية الطريق، مقدمون على الإنترنت بلهفة شديدة غير مصدقين هذه الفسحة من حرية الرأي، نتخبط دون دراسة ودراية لاستغلال هذا التطور التكنولوجي لسد الخلل الكامن في شتى شؤون حياتنا الثقافية والتعليمية، والصحية الخ
معظم ما أراه على النت في اللغة العربية عبارة عن دردشات ومنتديات، وثرثرات لتضييع الوقت ليس إلا، ومعظم الكتابات لهواة وقراء، ولا ضير في ذلك لكن المشكلة أن كل من كتب مقالا، أو خاطرة أو محاولة شعرية اعتبر نفسه كاتبا وشاعرا وأديبا، ضاربا عرض الحائط بعدم معرفته للغة التي يكتب بها.
معظم المواقع يشرف عليها شباب متحمسون، لا يكترثون لسلامة اللغة ولا قواعدها، ويسمون أنفسهم بالمفكرين، والأدباء والشعراء، والنقاد، وغير ذلك. باختصار معظم ما ينشر باللغة العربية ليس سوى مقالات يعبر فيها القراء عن آرائهم بحرية بعيدة نسبيا عن المراقبة والملاحقة.
[*2- إلى أي حد يمكن الحديث عن ثقافة عربية إلكترونية الآن؟*]
ج2- لا يوجد شيء اسمه ثقافة ألكترونية، فالإنترنت ليس سوى أسلوب من أساليب إيصال المعلومات، ونقل الثقافة، وهناك ما هو أقوى منها وأكبر أثرا وهو الفضائيات، ثم بقية وسائل المعلومات الأخرى، يوجد عندنا ثقافة عربية تعاني من جهل القارئ، أو عزوفه عن القراءة، فنحن من الشعوب التي تعتبر فيها نسبة القراءة متدنية جدا وانتشار الإنترنت عندنا لا زال في البداية ونسبة المشتركين فيه من سكان الدول العربية لم يتجاوز اثنين بالمائة فقط، ففي حين يتجاوز عدد المشتركين في النت في أمريكا سبعين مليون مشترك فأنه لم يتجاوز في الدول العربية الخمسة ملايين مشترك، لتكاليفه الباهظة.
[*3- لماذا فكرتم في إحداث موقع ديوان العرب؟ و كيف كانت البداية؟ و هل حقق الموقع هدفه؟*]
ج3- جاءت فكرة ديوان العرب عام 1998 وانطلقنا من هناك حيث كان اسم الموقع فلسطين، لكن طبيعة الأحداث السياسية واسم فلسطين جعل الموقع ينحاز للسياسة أكثر من الأدب فشكلنا ديوان العرب، وتركنا فلسطين ليشرف عليه أسرة تحرير جديدة، ديوان العرب كان هدفها منذ البداية أن تكون منبرا ثقافيا أدبيا فكريا للكتاب العرب يتوحدون فيه بعيدا عن السياسة التي فرقتهم. تقدمنا خطوات ملموسة للأمام ولا زلنا نتابع جهودنا لما هو أفضل.
لا يمكن القول أننا حققنا أهدافنا رغم ما قدمناه بجهودنا الذاتية، فالطريق لا زال طويلا جدا والمسيرة بحاجة لجهود أكبر وإمكانيات مالية تفوق إمكانياتنا. ديوان العرب ليس مجرد موقع على النت بل هي مؤسسة ثقافية قامت ببعض المشاريع الأدبية مثل المسابقات الأدبية التي كان آخرها مسابقة أدب الأطفال التي احتفلنا بتكريم الفائزين فيها في الرابع من يوليو 2006 في القاهرة، وتكريم بعض الكتاب العرب الذين أسهموا بدور في خدمة الثقافة العربية، ولديها أهداف أخرى مستقبلية نأمل أن تنجح بتحقيقها.
[*4- إلى أي مدى يمكن أن تساهم المواقع الإلكترونية العربية في خدمة الادب و الفكر العربيين؟ و كيف تقرؤون مستقبل الإعلام الإلكتروني العربي؟*]
ج4- كما أشرت لكم سابقا، فنحن لا زلنا في بداية الطريق بالنسبة للإنترنت، لم نستغله الاستغلال الكامل، فقبل المواقع التي تنشر المقالات نحن بحاجة إلى ربط مؤسساتنا التعليمية بالإنترنت، سواء في المدارس أو الجامعات، أو المعاهد، ولا أقصد أن نقيم لكل جامعة موقعا تعريفيا وعنوانا، ولكن أن تكون مرجعا للطالب أينما كان كما هو الحال في الجامعات الأمريكية التي أصبحت تقدم بعض محاضراتها على النت، بحاجة إلى ربط مؤسساتنا الصحية بالإنترنت وغير ذلك. ما يجري حاليا وكثرة المواقع لا تعني شيئا، المهم ماذا تقدم هذه المواقع، كثرة المنتديات ومواقع نشر المقالات ليست سوى تعبير عن هروبنا من حالة القمع التي نعيشها فلم يجد الشباب سوى الإنترنت لكي ينفسوا فيها عن أنفسهم.
تطوير دور هذه المواقع لا يكون إلا بالارتقاء بالقارئ العربي نفسه الذي يدخل للنت في الغالب لا ليبحث عن الثقافة بقدر ما يبحث عن دردشة هنا، ونكتة هناك، وهذا ما تشير إليه الدراسات الأخيرة. في استطلاع أجريناه قبل فترة سألنا القراء عن المواقع التي يزورونها عند الدخول للإنترنت، وقدمنا لهم عدة اختيارات، فماذا تتوقع؟ لقد كانت الإجابة أن أكثر من خمسين بالمائة يبحثون عن المواقع الجنسية، والمطربات.
مستقبل الإعلام العربي الإلكتروني ليس بمعزل عن تطور المجتمع ككل، ومؤسساته المختلفة، وانتشار النت الذي هو الآن بين يدي قلة قليلة من الناس بسبب ظروف شعوبنا الاقتصادية المتردية.
رأيي أنه كلما أفسحت الفضائيات وهي المنافس الكبير للنت مجالا لحرية الرأي، فإن دور النت الإعلامي سوف يقل، وكلما مورس عليها القمع الرسمي فإن دور الإنترنت سوف يزداد ويتطور، لكني أعود لأقول نحن لا زلنا في بداية الطريق.
[*5- ما هي علاقتكم بالساحة الأدبية المغربية؟*]
ج5- إن كنت تقصد علاقة ديوان العرب بالساحة المغربية، فقد تطورت وبشكل خاص منذ عامين بدليل استقطابنا للعديد من الأقلام والكتاب المعروفين من المغرب الشقيق وهي خطوة نعتبرها متقدمة جدا لأننا نهدف إلى كسر حالة العزل النسبي بين الدول العربية المشرقية ودول المغرب العربي مثل الجزائر والمغرب وتونس، في وقت يحاول فيه كثيرون حصر الثقافة العربية المغربية باللغة الفرنسية التي يعتبرها بعضهم غنيمة من غنائم الحرب مع أنها أداة اغتراب ليس إلا.
حرصنا على أن يكون للمغرب دور في ديوان العرب كان وراء إصرارنا على تمثيل أحد الكتاب المغاربة المعروفين في المجلس الاستشاري لديوان العرب والذي يشغله حاليا الكاتب المعروف إدريس ولد القابلة.
على الصعيد الشخصي علاقاتي واسعة مع العديد من الكتاب المغاربة، وأحرص دائما على قراءة الكثير من الإبداعات المغربية وغيرها من الدول العربية لأظل حاضرا في صورة ما يبدعة الأشقاء هنا وهناك.
إسرائيل التي جاء معظم يهودها من دول أوروبا أحيت لغة ميتة اسمها العبرية، وعبرنت كل سكانها، بمؤسساتهم الثقافية والجامعية والإعلام والمؤسسات الحكومية والبنكية، وأقامت دولة تغلبت علينا، ونحن لا زال فينا من يهرب من لغته تحت مبررات غنائم الحرب التي أصبحت بالية.
التاريخ | الاسم | مواقع النسيج | مشاركة |