إذا الستونَ قد زارتكَ يوماً |
فرحبْ بالشباب إلى الشبابِ |
وأكرمْ بالضيوفِ بكل وقتٍ |
فإكرامُ الضيوفِ من الثوابِ |
وجدد في الغرام لقاءَ أُنْسٍ |
وَعُدْ للقلبِ من بعدِ الغيابِ |
ففي الستينَ أفراحٌ وحبٌّ |
وأقداحٌ، وكأسٌ للتصابي |
ودعْ ما قيلَ أو قالوا كثيرا |
ولا تسمعْ لجلساتِ العتابِ |
وحَلِّق في فضاءِ الكونِ نسراً |
يجدِّفُ عائماً فوقَ السحابِ |
ترى الماضي بعينٍ من يقيٍن |
تلاشى مثلَ واحاتِ السرابِ |
كلوحةِ مبدعٍ طارتْ بعيداً |
تجدِّفها الرياحُ بلا حسابِ |
وأسئلةٌ لدى الأحفادِ تعلو |
وفي ضحكاتهم أحلى جوابِ |
نجدِّدُ في هواهم ألفَ عهدٍ |
ونطرقُ للبراءةِ كلَّ بابِ |
فقلبكَ ما يزالُ اليومَ يهوى |
وينبضُ بالغرامِ، وبالشبابِ |
ومثلكَ لا يشيخُ بأيِّ عُمْرٍ |
وينجو من مصائبَ أو صعابِ |
ولونُ الشَّعرِ أجملهُ بياضٌ |
ويبرقُ في الليالي كالشهابِ |
وفي الستين حكمةُ ألفِ عامٍ |
ونضجٌ في الكفاحِ، وفي الخِطابِ |
فقاومْ ما استطعتَ وإنْ بحرفٍ |
ولا تذعنْ لأصواتِ الغرابِ |
وقلْ يا ربُّ زدني اليومَ عِلْماً |
وجَدِّدْ حسنَ عهدكَ بالكتابِ |
بلادُ الشامِ موطنَ كلِّ حرٍّ |
ستنتصرُ الشعوبُ على الذئابِ |