/B_rub>
عندما أشاهد على شاشة التلفزيون أكثر من أربعين فنانا مصريا ينشدون معا " القدس حترجع لنا " ، أشعر تماما بمدى الارتباط القومي والوجداني والتاريخي الذي يربط بين الشعب المصري والفلسطيني، تلك العلاقة النابعة من قلب جماهير الشعبين والتي لن تتأثر بأية خلافات سياسية، حكومية أو مواقف انفعالية أو مشبوهة لصحفي أو سياسي هنا أو هناك علاقة أقوى من محاولات دعاة التطبيع مع العدو الإسرائيلي التي تحاول أن تجد لها مركزا مرموقا على حساب الشعبين المصري والفلسطيني ولإرضاء إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية .
فنانو مصر على اختلاف مشاربهم وأجيالهم ودينهم أكدوا أن شعب مصر مع نضال الشعب الفلسطيني ومع عودة القدس إلى السيادة العربية .
فالمصريون هم أكثر الشعوب العربية ارتباطا تاريخيا بالقدس وأول من يحق لهم المطالبة بعودتها للسيادة العربية والإسلامية. فالمصريون هم الذين ساهموا ببناء قبة الصخرة في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان 72 هجرية حيث صرف على بنائها خراج ولاية مصر لمدة 7 سنوات كاملة. فمن عَرَقِ أطفال مصر بنيت الصخرة المشرفة التي هي اليوم مع المسجد الأقصى درة المدينة وتاجها المقدس .
حروب كثيرة خاضها المصريون من أجل فلسطين والقدس منذ عهد الفراعنة فقد حكم الفراعنة فلسطين لفترة من الزمن وكانت تحت سلطتهم في العهدين المملوكي والأيوبي. وكان لهم شرف طرد الصليبيين منها وتطهيرها منهم إلى الأبد.
واليوم يتسابق فنانوها بالنشيد الجماعي لأطفال الانتفاضة" القدس حترجع لنا " .
هذه الأغنية ليست مجرد كلمات حماسية ، بل هي دعوة لجيل الشباب الجديد أن لا يفرط بالقدس وأن يدافع عنها بكل ما يستطيع، إنها رسالة للحكومات العربية الحاكمة أو المفاوض الفلسطيني أن لا تنازل عن القدس وإنها سترجع لنا . سترجع لنا بالمقاومة والصمود وعدم التفريط.
أغنية " القدس حترجع لنا " ليست مجاملة لشعب فلسطين ولا جبر خواطر إنها نداء من أعماق فناني مصر الذين أصر بعضهم على المشاركة ليعبروا في تلك الكلمات الجميلة عما يجيش حقا في صدورهم ، في صدورهم كمصريين وكعرب إنها أغنية تظهر ببساطة أن فناني مصر قد تجاوزوا مواقف بعض الحكام العرب الذين حاولوا ويحاولون زرع الإقليمية البغيضة بين الشعوب العربية وتجهد مخابراتهم لتكريس اللا مبالاة بين شعب كل بلد والبلد الآخر والتخلي عن أي التزام تجاه قضية فلسطين .
" القدس حترجع لنا " صرخة من أعماق فناني مصر تؤكد أن القدس قدس المصريين كما هي قدس الفلسطينيين مثلما قاهرة المصريين هي قاهرة الفلسطينيين .
فلكِ الله يا مصر
ولكم الله يا فناني شعب مصر العظيم.
لو كان الغناء يجدى نفعا لغنينا الى يو يبعثون