/B_rub>
في تصريحه الأخير لوسائل الإعلام، أعلن السيد ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن السلطة ستتوجه إلى مجلس الأمن الدولي للمطالبة بتدخل دولي مباشر لإنهاء الاحتلال، إذا لم تستجيب إسرائيل لشروط ومطالب المفاوضات غير المباشرة. ويأتي هذا التصريح بشكل تحذيري وكأن إسرائيل ستنصاع فورا لشروط السلطة الفلسطينية بمجرد إطلاق السيد عبد ربه لتصريحه السابق الذكر.
تجربة عبد ربه مع إسرائيل ليست حديثة، وتاريخ إسرائيل في رفض الالتزامات بأية قرارات لا تتوافق مع مصالحها واضح للقارئ حتى مهما كانت سعة اطلاعه، ناهيك عن التضامن الأمريكي اللا محدود مع إسرائيل وتطلعاتها الاستعمارية.
والسؤال الذي نطرحه على السيد عبد ربه: ما هي الخطوات العملية التي يملكها عبد ربه للجم الاستيطان الإسرائيلي وهو يرى أن إسرائيل لم تستجب حتى لحليفتها الولايات المتحدة في وقفه؟ هل يوجد غبي واحد مقتنع أن إسرائيل ستتراجع عن مواقفها تحت ضغط التهديدات الفلسطينية بنقل الملف الفلسطيني للأمم المتحدة؟
ألم تقتنع السلطة الفلسطينية بعد أن سياستها فشلت فشلا ذريعا؟ وعليها ليس تغيير سياستها فقط بل عليها الاستقالة وحث أبناء الشعب الفلسطيني على توحيد صفوفهم خلف راية الوحدة، والمقاومة، ذلك أنها أي المقاومة هي الخيار الوحيد الذي بقي للشعب الفلسطيني لاسترداد ولو بعض حقوقه التي نهبتها إسرائيل والتي يقبل بها الشعب الفلسطيني كحل مرحلي.
الدولة الفلسطينية لم تعد هي وجه الخلاف بين السلطة وإسرائيل، فإسرائيل والولايات المتحدة تقران بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة، لكن الخلاف حول هذه الدولة، حجمها، صلاحياتها، هي التي تعلو إلى السطح، ويبدو بشكل واضح أن الخلاف بين هذه الأطراف واسع وأن المفاوضات وحدها لن تجبر إسرائيل بمطالب الجانب الفلسطيني، حتى لو ذهب عبد ربه إلى القمر بملف القضية الفلسطينية.
لعلها أقصر الطرق للسيد عبد ربه أن يترك ملف القضية الفلسطينية ويتقاعد أشرف له من إطلاق تصريحات لا تفيد القضية الفلسطينية بل تضرها وتعيدها سنوات للوراء.